لأريَّن الله ما أصنع
الكاتب فريق حامل المسك
بعد أن تهيئنّا بالتوبة الصادقة .. بنا نعُّد بقية العُدَّة لرمضان بالأعمال الصالحة ..
أولاً: الصلاة .. قال ابن رجب "فأما الصلاة فلميصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به" .. فلا توجد صلاة خاصة بشهر رجب، ولكننا سنُكثِّر من النوافل من ضمن استعدادنا لشهر رمضان ..
1) مشروع تكبيرة الإحرام .. قال رسول الله "من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق"[السلسلة الصحيحة (2652)]
2) اسجد واقترب .. فلتُكثِّر من النوافل حتى ولو كانت ركعات خفيفية، لتزداد قُربًا إلى الله عز وجل .. ولتفوز بمرافقة النبي في الفردوس الأعلى، عن ربيعة بن كعب قال كنت أبيت مع رسول الله فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي "سَلّ"، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة . قال "أو غير ذلك ؟"، قلت: هو ذاك، قال "فأعني على نفسك بكثرة السجود"[رواه مسلم]
وقال ".. صلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين"[رواه أحمد] .. وقال أيضًا "من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الفجر"[رواه الترمذي]
واحرص على أن تكون لك صلاة سر، لا يطلِّع عليها أحد ..قال النبي "صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا وعشرين"[صحيح الجامع (3821)]
وإن كنت تُريد أن تُعتَّق من النار ..فعليك بقول النبي "من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار"[رواه أحمد وصححه الألباني] .. وقال" من صلى الضحى أربعا وقبل الأولى أربعا بني له بيت في الجنة"[حسنه الألباني، صحيح الجامع (6340)]
واستكثر من فيوضات الرحمة ..لأن الرحمة هي التي ستدفعك للعمل، قال " رحم الله امرءا صلى قبل العصر أربعا"[رواه أحمد وحسنه الألباني]
3) مشروع قيـــــام الليــــــل .. قال رسول الله "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين"[رواه أبو داوود وصححه الألباني] .. فتدرَّج من عشر آيات حتى تصل إلى مائة آية، كي تُكتَب من القانتين .. ومن السهل أن تفوز بقنطار من الأجر، إذا قرأت ألف آية ولتكن قرائتك لجزءي عم وتبارك على سبيل المثال.
ثانيًا: الصيــــــام ..لم يصح عن النبي شيء في فضل صوم رجب بخصوصه .. وإنما الصيام في رجب و شعبان يكون بمثابة السنة القبلية لرمضان.
فعليك أن تصوم بحد أدنى عشرة أيام في رجب، أو أن تصوم يومًا وتُفطِّر يومًا كصيام نبي الله داوود .. لأن الصيام هو أفضل القُربات إلى الله عز وجل، ولا مثل له في الأجر .. قال النبي قال "عليك بالصوم فإنه لا مثل له"[صحيح الجامع (4044)]
ثالثًا: الصدقــــة ..فلا يمر عليك أسبوع دون أن تتصدق ولو باليسير، فقد قال " وصدقة السر تطفئ غضب الرب"[صحيح الجامع (3766)] .. وقال "اتقوا النار ولو بشق تمرة"[رواه البخاري] .. فتكون سببًا في رفع غضب ربك عنك وفي عتقك من النار.
فضلاً عن جبال من الحسنات يوم القيامة .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل"[متفق عليه]
رابعًا: قراءة القرآن .. فلتكن لك ختمة قراءة كل عشرين يوم، أي ثلاث ختمات خلال رجب وشعبان .. ومن له باع مع الله تعالى، فليختم كل أسبوع مرة.
وإليك بعض الوصايا التي عليك أن تتدرج فيها بدءًا من رجب ..
1) قراءة سورة الإخلاص عشر مرات، لتفوز بقصر في الجنة .. قال رسول الله "من قرأ { قل هو الله أحد } حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة"[حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (589)]
2) قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة ..قال "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت" [صحيح الجامع (6464)]
3) قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة ..قال " الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه"[متفق عليه]
4) قراءة سورة تبـــــــارك .. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال"من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله عز وجل بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله نسميها المانعة وإنها في كتاب الله عز وجل سورة من قرأ بها في ليلة فقد أكثر وأطاب"[رواه النسائي وحسنه الألباني]
5) حفظ ما تيسر من القرآن .. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال"من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر وذلك قوله تعالى { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ، إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا ..}[التين: 5,6] قال الذين قرؤوا القرآن"[رواه الحاكم وصححه الألباني] .. قرؤوا: أي حفظوا القرآن.
وحفظ القرآن من أعظم وسائل برِّكَ بوالديك .. قال رسول الله "من قرأ القرآن وتعلم وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما الدنيا فيقولان بم كسينا هذا فيقال بأخذ ولدكما القرآن" [رواه الحاكم وحسنه الألباني]