غزة تكشف الحقائق!!
نبيل العوضي
الأمة الإسلامية من المشرق إلى المغرب ستبقى حية إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها، لن تموت هذه الأمة مهما أوجعتها الضربات ومهما أوهنتها المصائب، بل ان كل ضربة من العدو لها ستزيد قوتها وبأسها، وتعيد الأمل لعزتها ما يحدث اليوم في غزة يدل على أمور عدة:
اولها: انه لا يوجد سلام مع العدو الصهيوني وحليفه الصليبي، وستبقى العداوة الى ان يظهر (المسيح الدجال) فيتحصن مع اتباعه من اليهود في بيت المقدس فتكون الملحمة الكبرى التي يقتل فيها الدجال واتباعه، وستكون فلسطين مقبرة لليهود كما وعدنا المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم، اما كذبة السلام فلا يصدقها الا معتوه!! ربما يعيش في غير واقعنا، أو لا يعي ما يرى ولا ما يسمع!!
ثانيها: لا بد ان يعرف المخلصون من هذه الامة ان شعارات العدو ومؤسساته من (حقوق الإنسان) و(الأمم المتحدة) و(محكمة العدل الدولية) و(مجلس الأمن) و... غيرها من المؤسسات التي تتسمى بشعارات (براقة)، هذه المؤسسات والشعارات تستخدم فقط حين تكون من صالح الأمم الأخرى، وليس الأمة الإسلامية بينها!! حتى استنكاراتهم الباهتة واجتماعاتهم الصورية لم تحرك ساكنا، فها هي غزة تحاصر منذ شهور، ويشتد الحصار عليها هذه الايام لتقتل، والعالم لم يصور ويشاهد اكبر مذبحة وقتل بطيء، ومع هذا تتدخل الإدارة الأمريكية وتعاتب مصر لأنها سمحت بفتح معبر صغير لإدخال الطعام والدواء لمن يحتضر!!
فهل بعد هذه المهزلة الدولية ما زلنا نؤمن بأن هناك من يطالب بحقوق الانسان، أو العدالة الدولية، أو بأمم متحدة؟!.. ألا كفوا عن خداعنا أيها القوم فإننا ما زلنا نستخدم عقولنا!!
ثالثا: اما مؤسسات هذه الأمة الإسلامية، كجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، فهي اقل شأنا من مثيلاتها الدولية!! فشعوب المسلمين لا تنتظر منها لا شجبا ولا استنكارا، لأن النموذج المعد لهذا الشجب قد حفظناه وطريقة إصداره ألفناها، ولا فائدة منه الا اخذ حيز لا يعدو دقيقة واحدة من نشرات الاخبار العربية والإسلامية، ثم يرجع بعضهم الى بيته ليتناول عشاءه الفاخر ويتابع قنواته المفضلة ويقول لمن حوله (أزعجنا الفلسطينيون متى يموتون ونتخلص من هذا الهم)!!
بالله عليهم ما صنعت هذه المؤسسات لأمتنا الإسلامية؟ هل ارجعت وطنا سليبا؟! أم اعزت امة ذليلة؟! هل حلت مشاكل العالمين الاسلامي والعربي أم انهم كانوا سببا لانحطاطنا وتخلفنا وضعفنا وهواننا أمام الأمم؟!
رابعا: ان الشعوب العربية والإسلامية اليوم مطالبة للقيام بواجبها سواء على مستوى التجمعات والأحزاب والنقابات أو على مستوى الأفراد، فالأمة الإسلامية جسد واحد، وما يصيب اخواننا في غزة يؤلم كل مسلم مخلص صادق على وجه الأرض، الا اذا كان لا ينتمي لهذه الامة وولاؤه وحبه لأمة أخرى!! وما فعله الغزاويون مع اخوانهم المصريين من كسر للحدود والتحام للاجساد اكبر دليل على ان الشعوب اذا تحركت فإن القيد سينكسر.
وهذه التظاهرات والاعتصامات والمسيرات في الدول الإسلامية تدل على ان الشعوب تريد بذل أي شيء في سبيل عزتها، فأين من يقود هذه الشعوب؟! اين المفكرون والعلماء والقادة؟! هذا يومهم، فالانظمة السياسية ما عادت تثق بها الشعوب!! وأكثر حكام المسلمين اليوم باتوا كأحجار على رقعة (شطرنج) يلعب عليها (رجل واحد)!!
خامسا: الأمر في ظاهرة شر، لكن هذا الشر سيأتي بالخير بإذن الله، عودة الشعور بالاخوة الإسلامية، واثارة الناس للعودة الى مبدأ (الجهاد الإسلامي) الأصيل، وانكشاف الوجه الحقيقي للعدو، وتميز صفوف المسلمين من المنافقين الذين جعلوا ولاءهم للعدو وسيوفهم على المسلمين، كل هذا وغيره من الخير الذي يقدره الله لهذه الأمة.
صحيح ان الأمر يؤلم كل إنسان، ولكن كلما طال الليل فإن الفجر يقترب، وكلما تشتد الأزمة فإن الفرج آت، (ولينصرن الله من ينصره. إن الله لقوي عزيز) .
غزة تكشف الحقائق!!
نبيل العوضي