كم هي عجيبة تلك النفس، وكم هي محيرة، ثم كم هي
خطيرة.
كم هي عجيبة لما فيها من منحنيات ومنعطفات كثيرة؟
وكم هي محيرة لما تتصف به من صعوبة الفهم والتعامل.
ثم كم هي خطيرة؟ خطيرة لأن الإنسان إذا كان جاهلا بنفسه
فقد حكم على نفسه بالخسار والانهزام، لأنك إذا جهلت
نفسك، فستدخل معركة مع أعدى أعدائك، وهو الشيطان على أرض
بصيرة بأرض المعركة، وأرض المعركة هنا هي النفس في الوقت
الذي يعرف الشيطان فيه طبيعة تلك النفس، وعنده من الخبرة
بنقاط ضعفها ومواطن نقصها ما يكفي لجعلها أرضا لكل شر،
ومغرسا لكل صفة خبيثة، فإذا دخلت معركتك مع الشيطان وأنت
جاهل بنفسك فلا شك أنك ستخسرها.
كم هي خطيرة تلك النفس لما لها من تأثير على حياة
الإنسان ومصيره في الآخرة، فقد اتفق علماء السلف على أن
النفس قاطع وحاجز بين القلب وبين الوصول إلى الرب، وأنه
لا تستطيع أن تصل إلى مرضاة الله عز وجل والنجاة يوم
القيامة إلا بعد تهذيبها والسيطرة عليها، قال تعالى:
ونفس وما سواها ألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها
وقد خاب من دساها وقال تعالى: يوم تجد كل نفس ما عملت من
خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً
بعيداً .
كم هي خطيرة تلك النفس لأن نتيجة صلاحها وفسادها لا يؤثر
على حياة الفرد ومصيره فحسب، بل يؤثر على المسلمين عامة
وعلى الدعاة خاصة.
وتساءل بعض الصحابة رضوان الله عليهم ما سبب الهزيمة
ألسنا نقاتل في سبيل الله ومعنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقد وعدنا الله تعالى بالنصر؟ فأنزل الله عز وجل
قوله تعالى: أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم
أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير
سبب الهزيمة من أنفسكم، بسبب مخالفة الرماة لأمر الرسول
صلى الله عليه وسلم بعدم ترك أماكنهم ونزولهم لجمع
المغانم وقال تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا
ما بأنفسهم .
أيها الأخوة الكرام: إنه بالرغم ما للنفس من خطورة
وأهمية كبيرة إلا أنه وللأسف يجعل كثير من الناس نفوسهم
ولا يهتمون بمعرفة ولا تطهيرها، هذا صنف.
ومن الناس من يعرف في نفسه الصفات الذميمة والأمراض
الكثيرة كالبخل أو الكبر أو الرياء أو حب الرياسة
والسيطرة على الآخرين أو حب الانتصار للنفس في الباطل أو
العجب وحب الظهور أو الاعتزاز الشديد بالرأي الشخصي،
ولكنه لا يقاوم تلك الصفات، بل ويتساهل مع ما تدفعه إليه
من أعمال، فتنمو تلك الصفات، ويصعب عليه السيطرة على
نفسه.
والصنف الثالث من الناس لا يملك قوة على مواجهة نفسه ولا
يريد أن يعترف أنه مصاب بتلك الصفات الذميمة، وبالتالي
لا يفكر أساسا في علاجها، فهل هذه حال أناس يدركون أهمية
صلاح نفوسهم؟
إننا يجب أن نعيد النظر في اهتمامنا بتزكية النفس لنقضي
على تلك المظاهر السابقة أو تقل في صفوف المسلمين، وإلا
فالنتيجة وخيمة لا يرضى بها إلا عدو، وليس مبالغة القول
أننا يجب أن نقف كثيرا مع نفوسنا نحاسبها كما يحاسب
الشريك المتخوف شريكه، وأن نخطو بقوة وعزيمة كما يخطو
الجندي المهاجم على عدوه، ولعل المقام يسمح بإلقاء الضوء
على بعض خطوات إصلاح وتزكية النفس.
أما الخطوة الأولى لإصلاح وتزكية النفس: هي معرفة موقع
النفس ودرجتها، لقد وصف الله سبحانه تعالى النفس في
القرآن الكريم بثلاثة صفات أو قل ذكر لها ثلاث درجات.
أما الصفة الأولى أو أدنى وأخس درجة هي النفس الأمارة،
وهي التي تأمر صاحبها بما تهواه من شهوة فائرة ونزعة
نابضة وظلم أو حقد أو فخر إلى آخره، فإن أطاعها العبد
قادته لكل قبيح ومكروه قال تعالى: إن النفس لأمارة
بالسوء إلا ما رحم ربي فأخبر سبحانه وتعالى عن تلك النفس
أنها أمارة وليست آمرة لكثرة ما تأمر بالسوء، ولأن ميلها
للشهوات والمطامع صار عادة فيها إلا إن رحمها الله عز
وجل وهداها رشدها.
أما الصفة الثانية أو الدرجة التي يمكن للنفس أن تعلو
إليها فهي النفس اللوامة، وهي النفس التي تندم على ما
فات وتلوم عليه، وهذه نفس رجل لا تثبت على حال فهي كثيرة
التقلب والتلون، فتذكر مرة وتغفل مرة، تقاوم الصفات
الخبيثة مرة، وتنقاد لها مرة، ترضي شهواتها تارة،
وتوقفها عند الحد الشرعي تارة.
أما الصفة الثالثة أو أعلى مرتبة يمكن أن تصل إليها نفسك
وترقى هي النفس المطمئنة، وهي تلك النفس التي سكنت إلى
الله تعالى واطمأنت بذكره وأنابت إيه وأطاعت أمره
واستسلمت لشرعه واشتاقت إلى لقائه، كرهت كل معصية وأحبت
كل طاعة وتخلصت من الصفات الخبيثة من الشح والأنانية
واللؤم والخيانة واستقرت على ذلك فهي مطمئنة، وهذه النفس
هي التي يقال لها عند الوفاة يا أيتها النفس المطمئنة
ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
هذه هي أحوال النفس التي تتردد عليها والنفس تكون تارة
أمارة وتارة لوامة وتارة مطمئنة، بل في اليوم الواحد
والساعة الواحدة يحصل منها هذا وهذا وها هنا موضع مجاهدة
النفس وتزكيتها فمجاهدة النفس تعني أن تنقل نفسك من حمأة
النفس الأمارة إلى إفاقة النفس اللوامة ثم إلى نقاء
وطهارة النفس المطمئنة والثبات على ذلك وحتى تعرف أين
موقع نفسك أمام هذه الدرجات وأين يقف المؤشر فأنظر إلى
الصفة الغالبة.
الخطوة الثانية: في إصلاح نفسك: هي الاعتراف بالعيوب
والتعرف عليها، إن اعتراف الإنسان أن به عيوبا خطوة هامة
في طريق الإصلاح لأن الإعراض عن معرفة العيوب هو ضعف
ونقص وفقدان للشجاعة في مواجهة النفس، بل هي إحدى صفات
المعرضين عن رسل الله عز وجل حيث قال تعالى: ولكن لا
تحبون الناصحين وإن مما يجعلك ترفض الاعتراف بالعيب
الشعور بأنك قد بلغت مرحلة من الصلاح لا تحتاج فيها إلى
تذكير ونصح لكثرة ما قرأت وعلمت في إصلاح النفوس، وتطمئن
إلى هذه المعرفة دون أن تقف مع نفسك وقفة حازمة لترى هل
تخلصت فعلا من الأخلاق الذميمة، لقد كان عمر بن الخطاب
رضي الله عنه المبشر بالجنة يقول: رحم الله امرأ أهدى
إلي عيوبي، وكان يذهب إلى حذيفة ليعرف هل هو من
المنافقين أم لا، وكان أحد تلاميذ سفيان الثوري يدعو
الله عز وجل ويقول: اللهم عرفني نفسي. وقال محمد بن كعب
القرطي: إذا أراد الله بعبد خيرا جعل فيه ثلاث خصال:
فقها في الدين، وزهادة في الدنيا، وبصرا بعيوبه.
هذا وإن من أهم الوسائل التي تعين على معرفة عيوب النفس.
1- العلم: فنظرك في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم يوقفك على أمراض النفس ويشخصها لك ويبين
لك الصفات الذميمة وكيف تتجنبها وتعالجها، هذا فضلا عن
ذكر الصفات الطيبة للنفس للتحلي بها.
كان شميط بن عجلان يقول: إن المؤمن اتخذ كتاب الله عز
وجل مرآة فمرة ينظر إلى ما نعت الله عز وجل به المؤمنين،
ومرة ينظر إلى ما نعت الله عز وجل به المغترين.
2- الأخ الناصح الشفيق: الذي يبصرك بعيوبك ويرى أن ذلك
واجبا عليه عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: ((
عن أبي تميم بن أوس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول
الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، وللأئمة
المسلمين وعامتهم ) رواه البخاري و مسلم .
)) قال ميمون بن مهران: قل لي في وجهي ما أكره، فإن
الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكرهه
أصاب المسلمين في غزوة أحد الشهيرة ما أصابهم من القرح
الشديد حيث قتل سبعون من الصحابة وجرح الرسول الكريم صلى
الله عليه وسلم وشج وجهه الشريف وانكسرت رباعيته صلى
الله عليه وسلم، .
قال محمد بن واسع: ما آسي على الدنيا إلا على ثلاث: صاحب
إذا اعوججت قومني، وصلاة في جماعة يحمل عني سهوها وأفوز
بفضلها، وقوت من الدنيا ليس لأحد فيه منة ولا لله عز وجل
فيه تبعة.
كان سفيان الثوري يقول: أدركنا الناس وهم يحبون من قال
لأحدهم: اتق الله تعالى وقد صاروا اليوم يتكدرون من ذلك.
3- أعداؤك وخصومك فإنهم يتلمسون دائما معايبك.
4- معرفة ما تنتقد من الناس من المكاسب والمعايب،
واجتهادك ألا تقع فيها.
خطيرة.
كم هي عجيبة لما فيها من منحنيات ومنعطفات كثيرة؟
وكم هي محيرة لما تتصف به من صعوبة الفهم والتعامل.
ثم كم هي خطيرة؟ خطيرة لأن الإنسان إذا كان جاهلا بنفسه
فقد حكم على نفسه بالخسار والانهزام، لأنك إذا جهلت
نفسك، فستدخل معركة مع أعدى أعدائك، وهو الشيطان على أرض
بصيرة بأرض المعركة، وأرض المعركة هنا هي النفس في الوقت
الذي يعرف الشيطان فيه طبيعة تلك النفس، وعنده من الخبرة
بنقاط ضعفها ومواطن نقصها ما يكفي لجعلها أرضا لكل شر،
ومغرسا لكل صفة خبيثة، فإذا دخلت معركتك مع الشيطان وأنت
جاهل بنفسك فلا شك أنك ستخسرها.
كم هي خطيرة تلك النفس لما لها من تأثير على حياة
الإنسان ومصيره في الآخرة، فقد اتفق علماء السلف على أن
النفس قاطع وحاجز بين القلب وبين الوصول إلى الرب، وأنه
لا تستطيع أن تصل إلى مرضاة الله عز وجل والنجاة يوم
القيامة إلا بعد تهذيبها والسيطرة عليها، قال تعالى:
ونفس وما سواها ألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها
وقد خاب من دساها وقال تعالى: يوم تجد كل نفس ما عملت من
خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً
بعيداً .
كم هي خطيرة تلك النفس لأن نتيجة صلاحها وفسادها لا يؤثر
على حياة الفرد ومصيره فحسب، بل يؤثر على المسلمين عامة
وعلى الدعاة خاصة.
وتساءل بعض الصحابة رضوان الله عليهم ما سبب الهزيمة
ألسنا نقاتل في سبيل الله ومعنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقد وعدنا الله تعالى بالنصر؟ فأنزل الله عز وجل
قوله تعالى: أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم
أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير
سبب الهزيمة من أنفسكم، بسبب مخالفة الرماة لأمر الرسول
صلى الله عليه وسلم بعدم ترك أماكنهم ونزولهم لجمع
المغانم وقال تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا
ما بأنفسهم .
أيها الأخوة الكرام: إنه بالرغم ما للنفس من خطورة
وأهمية كبيرة إلا أنه وللأسف يجعل كثير من الناس نفوسهم
ولا يهتمون بمعرفة ولا تطهيرها، هذا صنف.
ومن الناس من يعرف في نفسه الصفات الذميمة والأمراض
الكثيرة كالبخل أو الكبر أو الرياء أو حب الرياسة
والسيطرة على الآخرين أو حب الانتصار للنفس في الباطل أو
العجب وحب الظهور أو الاعتزاز الشديد بالرأي الشخصي،
ولكنه لا يقاوم تلك الصفات، بل ويتساهل مع ما تدفعه إليه
من أعمال، فتنمو تلك الصفات، ويصعب عليه السيطرة على
نفسه.
والصنف الثالث من الناس لا يملك قوة على مواجهة نفسه ولا
يريد أن يعترف أنه مصاب بتلك الصفات الذميمة، وبالتالي
لا يفكر أساسا في علاجها، فهل هذه حال أناس يدركون أهمية
صلاح نفوسهم؟
إننا يجب أن نعيد النظر في اهتمامنا بتزكية النفس لنقضي
على تلك المظاهر السابقة أو تقل في صفوف المسلمين، وإلا
فالنتيجة وخيمة لا يرضى بها إلا عدو، وليس مبالغة القول
أننا يجب أن نقف كثيرا مع نفوسنا نحاسبها كما يحاسب
الشريك المتخوف شريكه، وأن نخطو بقوة وعزيمة كما يخطو
الجندي المهاجم على عدوه، ولعل المقام يسمح بإلقاء الضوء
على بعض خطوات إصلاح وتزكية النفس.
أما الخطوة الأولى لإصلاح وتزكية النفس: هي معرفة موقع
النفس ودرجتها، لقد وصف الله سبحانه تعالى النفس في
القرآن الكريم بثلاثة صفات أو قل ذكر لها ثلاث درجات.
أما الصفة الأولى أو أدنى وأخس درجة هي النفس الأمارة،
وهي التي تأمر صاحبها بما تهواه من شهوة فائرة ونزعة
نابضة وظلم أو حقد أو فخر إلى آخره، فإن أطاعها العبد
قادته لكل قبيح ومكروه قال تعالى: إن النفس لأمارة
بالسوء إلا ما رحم ربي فأخبر سبحانه وتعالى عن تلك النفس
أنها أمارة وليست آمرة لكثرة ما تأمر بالسوء، ولأن ميلها
للشهوات والمطامع صار عادة فيها إلا إن رحمها الله عز
وجل وهداها رشدها.
أما الصفة الثانية أو الدرجة التي يمكن للنفس أن تعلو
إليها فهي النفس اللوامة، وهي النفس التي تندم على ما
فات وتلوم عليه، وهذه نفس رجل لا تثبت على حال فهي كثيرة
التقلب والتلون، فتذكر مرة وتغفل مرة، تقاوم الصفات
الخبيثة مرة، وتنقاد لها مرة، ترضي شهواتها تارة،
وتوقفها عند الحد الشرعي تارة.
أما الصفة الثالثة أو أعلى مرتبة يمكن أن تصل إليها نفسك
وترقى هي النفس المطمئنة، وهي تلك النفس التي سكنت إلى
الله تعالى واطمأنت بذكره وأنابت إيه وأطاعت أمره
واستسلمت لشرعه واشتاقت إلى لقائه، كرهت كل معصية وأحبت
كل طاعة وتخلصت من الصفات الخبيثة من الشح والأنانية
واللؤم والخيانة واستقرت على ذلك فهي مطمئنة، وهذه النفس
هي التي يقال لها عند الوفاة يا أيتها النفس المطمئنة
ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
هذه هي أحوال النفس التي تتردد عليها والنفس تكون تارة
أمارة وتارة لوامة وتارة مطمئنة، بل في اليوم الواحد
والساعة الواحدة يحصل منها هذا وهذا وها هنا موضع مجاهدة
النفس وتزكيتها فمجاهدة النفس تعني أن تنقل نفسك من حمأة
النفس الأمارة إلى إفاقة النفس اللوامة ثم إلى نقاء
وطهارة النفس المطمئنة والثبات على ذلك وحتى تعرف أين
موقع نفسك أمام هذه الدرجات وأين يقف المؤشر فأنظر إلى
الصفة الغالبة.
الخطوة الثانية: في إصلاح نفسك: هي الاعتراف بالعيوب
والتعرف عليها، إن اعتراف الإنسان أن به عيوبا خطوة هامة
في طريق الإصلاح لأن الإعراض عن معرفة العيوب هو ضعف
ونقص وفقدان للشجاعة في مواجهة النفس، بل هي إحدى صفات
المعرضين عن رسل الله عز وجل حيث قال تعالى: ولكن لا
تحبون الناصحين وإن مما يجعلك ترفض الاعتراف بالعيب
الشعور بأنك قد بلغت مرحلة من الصلاح لا تحتاج فيها إلى
تذكير ونصح لكثرة ما قرأت وعلمت في إصلاح النفوس، وتطمئن
إلى هذه المعرفة دون أن تقف مع نفسك وقفة حازمة لترى هل
تخلصت فعلا من الأخلاق الذميمة، لقد كان عمر بن الخطاب
رضي الله عنه المبشر بالجنة يقول: رحم الله امرأ أهدى
إلي عيوبي، وكان يذهب إلى حذيفة ليعرف هل هو من
المنافقين أم لا، وكان أحد تلاميذ سفيان الثوري يدعو
الله عز وجل ويقول: اللهم عرفني نفسي. وقال محمد بن كعب
القرطي: إذا أراد الله بعبد خيرا جعل فيه ثلاث خصال:
فقها في الدين، وزهادة في الدنيا، وبصرا بعيوبه.
هذا وإن من أهم الوسائل التي تعين على معرفة عيوب النفس.
1- العلم: فنظرك في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم يوقفك على أمراض النفس ويشخصها لك ويبين
لك الصفات الذميمة وكيف تتجنبها وتعالجها، هذا فضلا عن
ذكر الصفات الطيبة للنفس للتحلي بها.
كان شميط بن عجلان يقول: إن المؤمن اتخذ كتاب الله عز
وجل مرآة فمرة ينظر إلى ما نعت الله عز وجل به المؤمنين،
ومرة ينظر إلى ما نعت الله عز وجل به المغترين.
2- الأخ الناصح الشفيق: الذي يبصرك بعيوبك ويرى أن ذلك
واجبا عليه عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: ((
عن أبي تميم بن أوس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول
الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، وللأئمة
المسلمين وعامتهم ) رواه البخاري و مسلم .
)) قال ميمون بن مهران: قل لي في وجهي ما أكره، فإن
الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكرهه
أصاب المسلمين في غزوة أحد الشهيرة ما أصابهم من القرح
الشديد حيث قتل سبعون من الصحابة وجرح الرسول الكريم صلى
الله عليه وسلم وشج وجهه الشريف وانكسرت رباعيته صلى
الله عليه وسلم، .
قال محمد بن واسع: ما آسي على الدنيا إلا على ثلاث: صاحب
إذا اعوججت قومني، وصلاة في جماعة يحمل عني سهوها وأفوز
بفضلها، وقوت من الدنيا ليس لأحد فيه منة ولا لله عز وجل
فيه تبعة.
كان سفيان الثوري يقول: أدركنا الناس وهم يحبون من قال
لأحدهم: اتق الله تعالى وقد صاروا اليوم يتكدرون من ذلك.
3- أعداؤك وخصومك فإنهم يتلمسون دائما معايبك.
4- معرفة ما تنتقد من الناس من المكاسب والمعايب،
واجتهادك ألا تقع فيها.