سمو في طلب العلم
سافر جابر بن عبد الله شهراً كاملاً على جمل إلى ( العريش) في مصر ، فلما وصل هناك طرق على عبد الله بن أنيس الباب، فخرج إليه عبد الله فسأله عن حديث الحوض فأخبره وطلب منه الدخول فأبي جابر وقال: رحلتي إلى الله ، والله لا أجلس أبداً، فمشي شهراً وعاد شهراً ، غدوة شهر ورواحة شهر!..
وللفت النظر فقط: فعبد الله بن أنيس هو الذي قتل خالد بن سفيان المشرك، فأعطاه صلي الله عليه وسلم عصاه وقال له : (( توكأ بها في الجنة))، والمتوكئون بالعصا في الجنة قليل ، فدخلت عصاه معه بره ، وسوف يبعث في العرصات وعصاه معه، وسوف يحضر الزحام عند الصحف والميزان والصراط وعصاه معه، وسيدخل الجنة وهو يتوكأ بها.
سافر جابر بن عبد الله شهراً كاملاً على جمل إلى ( العريش) في مصر ، فلما وصل هناك طرق على عبد الله بن أنيس الباب، فخرج إليه عبد الله فسأله عن حديث الحوض فأخبره وطلب منه الدخول فأبي جابر وقال: رحلتي إلى الله ، والله لا أجلس أبداً، فمشي شهراً وعاد شهراً ، غدوة شهر ورواحة شهر!..
وللفت النظر فقط: فعبد الله بن أنيس هو الذي قتل خالد بن سفيان المشرك، فأعطاه صلي الله عليه وسلم عصاه وقال له : (( توكأ بها في الجنة))، والمتوكئون بالعصا في الجنة قليل ، فدخلت عصاه معه بره ، وسوف يبعث في العرصات وعصاه معه، وسوف يحضر الزحام عند الصحف والميزان والصراط وعصاه معه، وسيدخل الجنة وهو يتوكأ بها.
وهو نبي معصوم يوحي اليه: ( لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً)(الكهف: 60).
والزمخشري يقول في قصيدة ماتعة:
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي
من ضرب غانية وطيب عناق
من ضرب غانية وطيب عناق
ولأهل السنة سمة في هذا الباب، فخلوتهم مع صحيح البخاري ومسلم أحسن من ملك الدنيا جميعاً،
واليك بعض النماذج السامية: طلب( شريك) العلم أربعين سنة،
قال: طلبت العلم والله ما كان زادي في اليوم إلا كسرة خبز!.. وحضر في مجلس فيه وزير عباسي قد غاص في الركايا وفي الطنافس، فحدث بحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام ، فقال الوزير : ( مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ)(المؤمنون: 24) ، فقال له شريك ـ وكان سريع البديهة ـ: من اين تسمع بهذا وأنت تأكل الخبيص وتجلس على الطنافس ، وتغنيك الجواري؟!.
وعرض به أحد خلفاء بني العباس حين قال له : أنت تحب عليا ، فأجابه : احبه حتى الدماغ ، فقال له : أواه من يوم عليك أظنك زنديق !،
فقال شريك : الزنديق له ثلاث علامات، قال : ما هي ؟
قال: يترك صلاة الجماعة،
ويشرب النبيذ،
ويسمع الجواري!،
قال: كانك تعرض بي وتلمح!، قال: ما ألمح لكن أقصدك!!.
وابن عبد البر مكث مع كتاب التمهيد ثلاثين سنة ليلاً ونهاراً ، ثلاثون سنة مع الكتاب يفليه، يكتبه، ينسخه ، يشرحه، ثم يقول :
سمير فؤادي من ثلاثين حجة
وصقيل ذهني والمفرج عن همي
وصقيل ذهني والمفرج عن همي
ثلاثون عاماً والدفاتر صحبتي وقد صانني عن كل لهو وغفلتي
ثلاثون عاماً كلما قلت قد كفي لأرتاح في داري وأحسو معيشتي
أبت همتي إلا الصعود الى العلا إذا أنهد جسمي صارفي القلب قوتي
ثلاثون عاماً كلما قلت قد كفي لأرتاح في داري وأحسو معيشتي
أبت همتي إلا الصعود الى العلا إذا أنهد جسمي صارفي القلب قوتي
د/ عائض القرنى
مقتطف من كتابه السموhttp://download- v5.streamload. com/q2t8qB3U~ -Zwq~4z5S~ veZa~WZyXr0zpsKC F/ibrahim4alfagr /FileManager/ semow.rar? action=save
~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~