دين النظافة والتجمل وقبل أن يعنى الإسلام بالزينة وحسن الهيئة وجه عناية أكبر إلى النظافة،
فإنها الأساس لكل زينة حسنة، وكل مظهر جميل.
وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "تنظفوا فإن الإسلام نظيف".
(النظافة تدعو إلى الإيمان، والإيمان مع صاحبه في الجنة).
وحث عليه السلام على نظافة الثياب، ونظافة الأبدان، ونظافة البيوت،
ونظافة الطرق، وعني خاصة بنظافة الأسنان، ونظافة الأيدي، ونظافة الرأس.
وليس هذا عجبا في دين جعل الطهارة مفتاحا لأولى عباداته وهي الصلاة؛ فلا تقبل صلاة من مسلم حتى يكون بدنه نظيفا، وثوبه نظيفا، والمكان الذي يصلي فيه نظيفا، وذلك غير النظافة المفروضة على الجسد كله، أو على الأجزاء المتعرضة للأتربة منه، المعروفة في الإسلام بالغسل والوضوء.
وإذا كانت البيئة العربية بما يكتنفها من بداوة وصحراء قد تغري أهلها أو الكثيرين منهم بإهمال شأن النظافة والتجمل، فإن النبي عليه السلام ظل يتعهدهم بتوجيهاته اليقظة، ونصائحه الواعية، حتى ارتقى بهم من البداوة إلى الحضارة،
ومن البذاذة المزرية إلى التجمل المعتدل.
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه الرسول -كأنه يأمره بإصلاح شعره- ففعل، ثم رجع.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان؟".
ورأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا رأسه أشعث، فقال:
"أما وجد هذا ما يسكن به شعره؟".
ورأى آخر عليه ثياب وسخة، فقال: "أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه؟".
وجاء إليه صلى الله عليه وسلم رجل وعليه ثوب دون. فقال له:
"ألك مال؟ قال: نعم. قال: من أي المال؟ قال: من كل المال قد أعطاني الله تعالى. قال: فإذا آتاك الله مالا، فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته".
وأكد الحث على النظافة والتجمل في مواطن الاجتماع مثل الجمعة والعيدين
فقال: "ما على أحدكم -إن وجد سعة- أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة غير ثوبي مهنته".
الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة