السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية.. أود توضيح إحدى الكلمات الواردة في عنوان هذا الموضوع ، وهي كلمة (تفرود) .. وقد سمحت لنفسي باستخدام هذا النحت (العربيزي) للفت النظر والإشارة إلى عملية تمرير رسائل البريد الإلكتروني
(Forward)
والتي لا تكلف أحدنا سوى نقرة زر ... قد تكون فيها ما لا يحمد عقباه
كثيرة هي الرسائل التي تصلني كما تصلكم عبر الإيميل تحتوي على أحاديث منسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سند أو توضيح لمصدرها أو رواتها، أو أدعية مأثورة تنسب إلى الرسول والصحابة، وتجد في أخر الرسالة عبارات مثل (أنشرها ولك الأجر والثواب) (ولا تفوت هذا الأجر العظيم) (أنشرها أمانه في عنقك إلى يوم الدين) (إن لم تنشرها فأنت لا تستحق ثوابها) (أرسلها إلى كل من تعرف(
وفي الحقيقة فإن هذا الموضوع خطير جدا، حيث أن نشر أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس أمرا هينا ،فهو سلاح ذو حدين ، فمن ناحية هو باب عظيم لنشر الخير وكسب الأجر والثواب العظيمين في حالة نشر الأحاديث الصحيحة ، ومن ناحية أخرى قد يؤدي إلى حصول الإثم بالكذب على رسول الله حين يقع أحدنا في خطأ النقل لحديث موضوع أو ضعيف ولو كان ذلك دون قصد لأنه يأثم لتقصيره في تحري الدقة ويبوء بإثم كل من يصل إليه هذا الحديث عن طريقه
وقد ثبت في السنة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (رواه البخاري)
وعن المغيرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (رواه البخاري)
ومع قناعتي التامة بصدق نوايا معظم الأخوة ممن ينشرون هذه الأحاديث ورغبتهم الأكيدة بكسب الأجر والثواب إلا أنني أرى أن الأجر يتحقق فعلا بنشر الأحاديث التي ترد موثقة بسند ويتضح مصدرها ورواتها ودرجتها، أما الأحاديث المشكوك بها والتي تعرفها من عدم وجود سند لها أو عدم معرفة مصدرها فإنني أدعو جميع الأخوة ممن يأملون بكسب الأجر والثواب أن يبذلوا جهدا إضافيا بسيطا حتى يستحقوا هذا الثواب عن جدارة، وذلك بالتحقق من أصول هذه الأحاديث والأدعية.
وتسهيلا لمن أراد التحقق من أصول الأحاديث التي تصله وخصوصا تلك التي لا يوضح مرسلها مصدرها أو سندها أو رواتها ، وللتأكد من صحة مثل هذه الأحاديث يمكن استخدام أحد المواقع الموثوقة التالية:
موقع الدرر السنية - الموسوعة الحديثية
http://www.dorar. net/hadith. php
مشروع المحدث - المكتبة الإسلامية وبرامجها
http://www.muhaddit h.org/cgi- bin/a_Optns. exe
موقع الإسلام - كتب السنة وشروحها
http://hadith. al-islam. com/
انتشرت كذلك العديد من النشرات التي تمس العقيدة والدين وتتحدث عن ثواب أعمال وتحذر من عقاب أخرى وتروج لأدعية لم تثبت صحتها بل بعضها فيه غلو واعتداء والكثير الكثير من المغالطات التي لا أصل لها في الإسلام. تجد هذه النشرات منتشرة كالنار في الهشيم من خلال رسائل البريد الإلكتروني ، ومنهم من اجتهد أكثر فوضعها في عروض تقديمية أو ملفات نصية منسقة أو على شكل فلاش وتصاميم متعوب عليها، وفي نهايتها يحلفك ويحملك الأمانة بأن تنشرها ....
وقد تصدى كثير من العلماء والمشايخ جزاهم الله خيرا لهذه النشرات وأصدروا تحذيرات من تداولها أو تصديقها
وقد أعجبني أحد المواقع - جزا الله القائمين عليه كل خير - حيث قام بتجميع أكبر قدر ممكن من هذه النشرات للتحذير منها وأورد أقوال العلماء وفتاوى المشايخ فيها... وهذا الموقع هو:
http://www.islam2al l.com/dont/ dont.htm
إن خطورة هذه الرسائل لا تتوقف على ما تحمله من مضمون خاطيء فحسب.. بل إن وسيلة تناقلها وهي الأنترنت تجعل من انتشارها عمليه سهلة وسريعة ... ولا تتخيل كم من الآلاف المؤلفة التي قد تصلها رسالة واحدة خلال دقائق أو ساعات بسبب التوزيع الشجري للمتعاملين بهذه الرسائل.. فتجد كل شخص يرسلها إلى عشرات الأشخاص وكل واحد منهم يرسلها بدوره إلى عشرات آخرين..وهكذا
وهنا لنا وقفة...
قد يسأل سائل .. يا ويلتي.. لقد أرسلت العشرات من هذه الرسائل سواء من النوع الأول أو الثاني.. ولكني لم أكن أعلم بحقيقتها..فما العمل؟؟!!
لمثل هذا السائل أقول ناصحا... (ولست مفتيا) : لقد رفع الله عن أمته محمد صلى الله عليه وسلم الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه... كما أنك كنت جاهلا بحقيقة هذه النشرات ... لذا أنصحك بإخلاص التوبة لله واعقد العزم على محاربة هذه النشرات والرسائل .. وتخلص من النشرات التي حفظتها على جهازك .. وانشر رسائل التوضيح والتحذير .. بين الناس وبنفس الكثافة التي كنت ترسل بها تلك النشرات والأحاديث إن لم يكن بكثافة وجهد أكبر.
وختاما فإني أدعو الله العلي القدير أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى من العمل الصالح وأن يتقبل منا صالح أعمالنا ويهدينا إلى عمل الخير ويعيننا على المحافظة على سنة رسولنا عليه الصلاة والسلام وكشف كل الشبهات والتزوير والكذب فيما يدسه الحاقدون والآثمون كما أدعوه جل وعلا أن يرد كيد هؤلاء الحاقدين في نحورهم ويجعل تدبيرهم في تدميرهم.
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) هود -88
لا تنسوني من صالح دعائكم
بداية.. أود توضيح إحدى الكلمات الواردة في عنوان هذا الموضوع ، وهي كلمة (تفرود) .. وقد سمحت لنفسي باستخدام هذا النحت (العربيزي) للفت النظر والإشارة إلى عملية تمرير رسائل البريد الإلكتروني
(Forward)
والتي لا تكلف أحدنا سوى نقرة زر ... قد تكون فيها ما لا يحمد عقباه
كثيرة هي الرسائل التي تصلني كما تصلكم عبر الإيميل تحتوي على أحاديث منسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سند أو توضيح لمصدرها أو رواتها، أو أدعية مأثورة تنسب إلى الرسول والصحابة، وتجد في أخر الرسالة عبارات مثل (أنشرها ولك الأجر والثواب) (ولا تفوت هذا الأجر العظيم) (أنشرها أمانه في عنقك إلى يوم الدين) (إن لم تنشرها فأنت لا تستحق ثوابها) (أرسلها إلى كل من تعرف(
وفي الحقيقة فإن هذا الموضوع خطير جدا، حيث أن نشر أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس أمرا هينا ،فهو سلاح ذو حدين ، فمن ناحية هو باب عظيم لنشر الخير وكسب الأجر والثواب العظيمين في حالة نشر الأحاديث الصحيحة ، ومن ناحية أخرى قد يؤدي إلى حصول الإثم بالكذب على رسول الله حين يقع أحدنا في خطأ النقل لحديث موضوع أو ضعيف ولو كان ذلك دون قصد لأنه يأثم لتقصيره في تحري الدقة ويبوء بإثم كل من يصل إليه هذا الحديث عن طريقه
وقد ثبت في السنة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (رواه البخاري)
وعن المغيرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (رواه البخاري)
ومع قناعتي التامة بصدق نوايا معظم الأخوة ممن ينشرون هذه الأحاديث ورغبتهم الأكيدة بكسب الأجر والثواب إلا أنني أرى أن الأجر يتحقق فعلا بنشر الأحاديث التي ترد موثقة بسند ويتضح مصدرها ورواتها ودرجتها، أما الأحاديث المشكوك بها والتي تعرفها من عدم وجود سند لها أو عدم معرفة مصدرها فإنني أدعو جميع الأخوة ممن يأملون بكسب الأجر والثواب أن يبذلوا جهدا إضافيا بسيطا حتى يستحقوا هذا الثواب عن جدارة، وذلك بالتحقق من أصول هذه الأحاديث والأدعية.
وتسهيلا لمن أراد التحقق من أصول الأحاديث التي تصله وخصوصا تلك التي لا يوضح مرسلها مصدرها أو سندها أو رواتها ، وللتأكد من صحة مثل هذه الأحاديث يمكن استخدام أحد المواقع الموثوقة التالية:
موقع الدرر السنية - الموسوعة الحديثية
http://www.dorar. net/hadith. php
مشروع المحدث - المكتبة الإسلامية وبرامجها
http://www.muhaddit h.org/cgi- bin/a_Optns. exe
موقع الإسلام - كتب السنة وشروحها
http://hadith. al-islam. com/
انتشرت كذلك العديد من النشرات التي تمس العقيدة والدين وتتحدث عن ثواب أعمال وتحذر من عقاب أخرى وتروج لأدعية لم تثبت صحتها بل بعضها فيه غلو واعتداء والكثير الكثير من المغالطات التي لا أصل لها في الإسلام. تجد هذه النشرات منتشرة كالنار في الهشيم من خلال رسائل البريد الإلكتروني ، ومنهم من اجتهد أكثر فوضعها في عروض تقديمية أو ملفات نصية منسقة أو على شكل فلاش وتصاميم متعوب عليها، وفي نهايتها يحلفك ويحملك الأمانة بأن تنشرها ....
وقد تصدى كثير من العلماء والمشايخ جزاهم الله خيرا لهذه النشرات وأصدروا تحذيرات من تداولها أو تصديقها
وقد أعجبني أحد المواقع - جزا الله القائمين عليه كل خير - حيث قام بتجميع أكبر قدر ممكن من هذه النشرات للتحذير منها وأورد أقوال العلماء وفتاوى المشايخ فيها... وهذا الموقع هو:
http://www.islam2al l.com/dont/ dont.htm
إن خطورة هذه الرسائل لا تتوقف على ما تحمله من مضمون خاطيء فحسب.. بل إن وسيلة تناقلها وهي الأنترنت تجعل من انتشارها عمليه سهلة وسريعة ... ولا تتخيل كم من الآلاف المؤلفة التي قد تصلها رسالة واحدة خلال دقائق أو ساعات بسبب التوزيع الشجري للمتعاملين بهذه الرسائل.. فتجد كل شخص يرسلها إلى عشرات الأشخاص وكل واحد منهم يرسلها بدوره إلى عشرات آخرين..وهكذا
وهنا لنا وقفة...
قد يسأل سائل .. يا ويلتي.. لقد أرسلت العشرات من هذه الرسائل سواء من النوع الأول أو الثاني.. ولكني لم أكن أعلم بحقيقتها..فما العمل؟؟!!
لمثل هذا السائل أقول ناصحا... (ولست مفتيا) : لقد رفع الله عن أمته محمد صلى الله عليه وسلم الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه... كما أنك كنت جاهلا بحقيقة هذه النشرات ... لذا أنصحك بإخلاص التوبة لله واعقد العزم على محاربة هذه النشرات والرسائل .. وتخلص من النشرات التي حفظتها على جهازك .. وانشر رسائل التوضيح والتحذير .. بين الناس وبنفس الكثافة التي كنت ترسل بها تلك النشرات والأحاديث إن لم يكن بكثافة وجهد أكبر.
وختاما فإني أدعو الله العلي القدير أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى من العمل الصالح وأن يتقبل منا صالح أعمالنا ويهدينا إلى عمل الخير ويعيننا على المحافظة على سنة رسولنا عليه الصلاة والسلام وكشف كل الشبهات والتزوير والكذب فيما يدسه الحاقدون والآثمون كما أدعوه جل وعلا أن يرد كيد هؤلاء الحاقدين في نحورهم ويجعل تدبيرهم في تدميرهم.
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) هود -88
لا تنسوني من صالح دعائكم