البارحة و حين و ضعت رأسي على وسادتي ..
حملتني الذكريات بعيداً بعيداً ..
حتى لكأنني تصورت أنني لن أقدر على الرجوع ..
تذكرت يومَ كنتُ بعمر الزهور كانت السعادة تملأني ..
لم تكن هناك مساحة للألم ..
تذكرت الأرجوحة .. و كم لعبت بها أنا و أقراني ..
يااااه كم كانت الدنيا حلوة بأعيننا ..
حتى ألمنا كان جميلاً ..
فقد كنت أبكي لأنني لم أحصل على دوري في الأرجوحة ..
منتهى السعادة ..
ليتي أعود لأرجوحتي ..
و أضل جالسة عليها ..
حتى أملّّ ..
هــــــــــل يمكن ذلك؟؟
حملتني بعدها موجة الذكرى ..
إلى مدرستي ..
ومحفظتي ..
وكتبي ..
وأقلامي ..
كم أشتاق إليك مدرستي الغالية ..
كنا ننتظر الصباح حتى يأتي ..
لكي نطير فرحاً نحو المدرسة ..
وكانت ضحكاتنا تملأ الأرجاء ..
هل يمكننا الآن أن نحضر قبل أوان الدرس؟؟؟
لا أظن ..
بل حتى لم نعد نحتمل ساعة من الدرس ..
ليتهــا تعود تلك الأيام ..
تذكرت جولاتنا إلى البحر في فصل الصيف ..
كنا صغاراً ..
كم بنينا من بيوت رمل ..
و كم تباهى من منّا بنى البيت الأكبر و الأجمل ..
كنا نقول أن هذه هي بيوتنا حين نكبر ..
هل منا من وجد بيته الآن مثلما بناه قديماً ..
في صغره على شاطئ الرمل ..؟
لا أتصور !!!
كبرنا و كبرت أحلامنا فلم تعد بحجم قطع الحلوى و الدمى ..
ولكن أصبحت أكبر..
وأكبــــر ..
وأكبــــر ..
بدأت بحلم النجاح في الدراسة ..
وحلم العمل .. وحلم الزواج .. وحلم البيت الذي سنبنيه ..
وحلم العائله .. وحلم مشاريع المستقبل ..
هل بالامكان أن نحقق كل هذا؟؟..
فلندع الأمر هكذا ..
ربما ينــالنــــا القليل من أحلامنـــا ..
ليتني أستطيع أن أغفــو ..
فقد قارب الصبح على المجيء ..
وأبت أجفاني إلا أن تعذبني بالماضي الجميل ..
ليت لي بغفوة ليس فيهم درك الدنيا ..
أوغفوة مثلما كنت صغيرة ..
ليس لي من الهم شيء ..
سوى مكان وسادتي ..
ومخططات لعبي غداً ..
رجعت مجــــدداً للذكريات ..
هيا أذهبي ..
ولا تعودي أيتها الذكــــريــات ..
فقد سئمت العيش فيك دون أن أطالك ..
دعيني أنسج حلماً جديداً ..
يكبر كل مامر عليه يوم جــــديد ..
حلم بالخلــــود في جنة فيها كل ما تلذه العين و ما تشتهي ..
فقد يئست من حلم الدنيا ..
وبدأت بنسج حلم الآخـــرهـ ..
//
//
دمـــتــــمــــ ,,