تدخل الحمام حيث تلفّ بالمناشف والملاحف من قمة رأسك حتى أخمص قدميك فتدغدغ أنفك مزيج من الروائح المعطرة مثل الصابون و انواع البخور ثم تنتقل الى مرحلة التدليك العربي والصيني على يد مدلّكين مهرة ثم تلفّ بمناشف معطرة. تنتقل بعدها الى قاعة الوسطية الكبيرة التي تتوسطها بركة تقليدية
لاني احب الحمام لانه ليس مكان للاستحمام فقط بل هو مكان لقاء بين الاصدقاء و الجيران مكان للاسترخاء العضلي و النفسي مكان افراح لحمام العروس مع اهلها و صديقاتها و العريس ايضا مع اصدقائه
إنها فرصة تجمع السيدات مع بعضهن البعض في المناسبات مثل الأعراس وغيرها ثم أن هذه التجربة تشعرك بالارتياح إذ ينأى الإنسان بتفكيره عن أي شي يحيط به من مشكلات ومشاغل حياتية
هذا النوع من الحمامات الذي انتشر عبر التاريخ، وابتكره الأتراك القدماء كطريقة للاستحمام وساد في الحمامات الشعبية حيث يجتمع الناس للاستحمام وتبادل الأحاديث والقصص لا يعتبر وسيلة لتنظيف الجسم بعمق فقط بل ينشط الجلد ويعيد للبشرة ألقها
هذا النوع من الحمامات الجماعية منتشر في دول عربية فمنها التي لا تزال الى يومنا هذا و طوروها و في الكثير من البلدان اندثرت
تتميز هذه الحمامات بتصاميم رائعة عثمانية تركية اصل تسميتها واكتسب الحمامات التركية شهرة واسعة على مستوى العالم حيث تعتبر صورة حية للحضارة العثمانية فضلا عن التقاليد التاريخية العريقة والمعرفة الراسخة التي توارثها الأتراك.
كما انتشرت في دول اروبية مثل فرنسا و اصبحت مكان استجمام
وقد تطور الحمام التركي وأدخلت عليه بعض التعديلات الحديثة كالانتظار في غرفة سونا وبخار خاصة مملوءة بالشموع المعطرة مع شرب الشاي والاستماع لموسيقا هادئة
كما تعددت تصاميمها مثل المغربي والتركي والشامي والعربي الأصيل والروماني
وإذا عدنا بالزمن للوراء نجد بأن أكثر رواد تلك الحمامات كانوا من الطبقات الفقيرة والبسيطة التي كانت تجده ملاذا لها وراحة للجسد والنفس و لعدم وجود حمامت للغسيل و الاستحمام في بيوتهم أما الأغنياء فكانت لهم أماكنهم الخاصة يتواجدون بها.
زفة للعريس ونصيب وافر للعروس وما زالت الحمامات تحتفظ بمكانتها التاريخية كأحد المعالم السياحية والتراثية ترتبط بها العديد من العادات القديمة كزفة العريس
وما يزال كثير من الناس يحافظون على هذه العادة حيث يزف العريس منه وتقيم العروس يوم الحمام فيه أيضاً إضافة إلى الطقوس التي ترافق ذلك من غناء واحتفال مع نساء العائلة و الجيران و الاصدقاء في اجواء تعمها الفرحة و الزغاريد
مقارنة بين القديم والحديث الحمامات القديمة كانت تقوم على النار بحيث يتم تسخين الأرضية وتمرير الهواء الساخن أسفل الحجر إضافة إلى إدخال أشعة الشمس عبر فتحات دائرية مغطاة بالزجاج وكانت تقام على نبعه المياه الساخنة حيث كانت منتشرة في ذلك الوقت
وفي الوقت الحاضر استبدلت الينابيع الساخنة بما يسمى الجاكوزي والبويلر والساونا لتسخين المياه
يعطي هذا المكان شعورا جميلا بالراحة حيث يكون الجو غريبا نتمتع بجلسة رائعة مميزة تترك طابعا في النفس ناهيك عن فوائده التي تعود على الجسم من نظافة ونشاط وحيوية وتجديد لخلايا الجسم
إن القيام بعملية الاستحمام مرورا بالمراحل المختلفة يعطي للمرأة شكلا جميلا من حيث النظافة الزائدة والنظارة ومن تفتيح للبشرة ويضيف نعومة فائقة
كما تطورت الديكورات والتصميم إذ يشعر الزائر لحظة دخوله المكان بقيمة التراث والأصالة المدموجة بالحداثة والتطور والحضارة التي تجمع بين الحمامات التركية والمغربية والشرقية معا مما يضيف للمكان تميزا يشعرك بأجواء ذاك الزمان
ربما الحمام العادي لا يساعد الإنسان من التخلص من الأوساخ العالقة بالجسد بشكل المطلوب يجب على كل شخص القيام بمثل هذه التجربة لأنها بالفعل تعمل على تجديد خلايا الجسم كما يعمل على تنظيفه بطريقة تختلف كليا عن الاستحمام العادي بحيث يضيف لمعانا وبريقا رائعا على الجسد فضلا عن أن البشرة تصبح ملساء وانعم وكأنه يعيد خلقها من جديدة .