منتدى اوميجا

التائب 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا التائب 829894
ادارة المنتدي التائب 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى اوميجا

التائب 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا التائب 829894
ادارة المنتدي التائب 103798

منتدى اوميجا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى اوميجا
هام جدا لكل الأعضاء : جميع المشاركات المطروحة فى منتدى اوميجا تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الموقع ,,,,,,  ادارة المنتدى




    التائب

    merna2002
    merna2002

    نائبة مدير


    نائبة مدير


    انثى
    عدد الرسائل : 5432
    العمر : 58
    الهوايا المفضلة : القراءة
    البلد : التائب Egypt10
    كيف تعرفت علينا : غيرذلك
    نقاط : 10689
    تاريخ التسجيل : 01/10/2007

    التائب Empty التائب

    مُساهمة من طرف merna2002 السبت 27 أكتوبر - 10:07

    التائب"
    دكتور عثمان قدري مكانسي


    يا رب ؛ هل من توبة فأتوبَ ؟ هل من عفو فأتعلقَ به ؟ إن ذنبي كبير ، ووزري خطير ، وإثمي جثم على قلبي ، ما من فاحشة إلا ارتكبت ، ولا ظلم إلا فعلت ، ولا كبيرة إلا اجترحت ، وها أنذا أشعر كأن الجبال الرواسي تحطم صدري ، والبحار تفجّر فؤادي ، والندم يأكل قلبي ....
    هل من توبة فأتوب ؟ هل من أوبة فأثوب ؟ يا غفار قد لجأت إليك ، وعوّلت عليك ، فلا تردني كسيراً ... أعلم أنني أسأت إلى نفسي وإلى عبادك ، وهل أكبر جرماً من معتد قتل تسعة وتسعين نفساً ؟!. إلا أن رحمتك أكبر ، وعفوك أوسع ، وغفرانك أرحب ، اللهم لا تردني خائباً .. اللهم لا تردني خائباً ...
    وانطلق عمّن يبثه سريرة نفسه ، ويعلن التوبة والإنابة إلى الله على يديه . فدلّوه على راهب انقطع إلى صخرة يتبتل في فيئها ، ويعبد الله في ظلها . فباح له بمكنونات نفسه ، واعترف له بما فعل .. لم يكن الراهب سوى عابد جاهل لم يعرف الله حق المعرفة . جهل أن الإنسان إذا جاء بقراب الأرض خطايا نادماً تائباً قبله الله تعالى بملئها عفواً ومغفرة . فقال الراهب للرجل مستعظماً ما فعله بملء فيه : لا توبة لك ، لا توبة لك . ...
    واسودت الدنيا بعيني الرجل ، وشعر بالإحباط يشله . ثم حرّكه شيطانه ، فوثب على الراهب فقتله فأكمل به المئة ... ثم ثاب إلى رشده يقول : إنّ من يقتل مئة كمن يقتل تسعة وتسعين ، والتوبة لا تقف عند حد . ..
    هل من رجل يتوب على يديه ؟ هل من عالم يروي ظمأه ؟ إنه يبحث عن أعلم أهل الأرض كي يرتاح بمساعدته من وَعثاء الطريق المظلم ، وينتشله من وهدة المفاسد ... فدلوه على رجل عالم آنس منه أذناً صاغية ووجهاً مشرقاً ، وذهناً وقّاداً ، وبصيرة نافذة . ففضفض له عما في نفسه ، وقال له : هل من توبة؟ أيغفر الله لي أفعالي وجرائر أعمالي ؟ أجابه العالم إجابة الواثق مما يقول : نعم ؛ ومن يحول بينك وبين التوبة ؟ .
    قال التائب : يا سيدي إني فعلتُ وفعلتُ .
    قال له العالم : إنه سبحانه يفرح بتوبة عبده أشدّ مما يفرح العبد بتوبته .
    قال التائب : ولكنني أسرفت في الفساد ، وروّعت العباد ، ولم أترك مَوبقاً إلا أتيته !.
    قال العالم : يقول الله تعالى مخاطباً أمثالك " قل : يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إنه يغفر الذنوب جميعاً ، إنه هو الغفور الرحيم " لا شيء يحول بينك ، وبين التوبة يا أخي ... أسرعْ إلى الله يسرع إليك . ، واستغفره يغفرْ لك .
    لم يتمالك الرجل أن بكى من الفرح . وأي فرح أعظمُ من الرجوع إلى حظيرة التقوى وروضة الإيمان ؟ هنالك حيث تتخلص الأرواح من أدرانها ، وتعيش في طهر الملائك السابحين في ملكوت الله ..
    ولكنْ يا أخي – قال العالم للرجل – أنت بحاجة إلى من يشدّ أزرك ، ويأخذ بيدك إلى الخير ، ويدلك على طريقه ، وتلك الأرض التي كنت فيها أرض فساد وشر ، فلا تعُد إليها ، وانطلق إلى أرض كذا وكذا ، فهي عامرة بالحب والتقوى ، وفيها أناس يعبدون الله تعالى ، فاعبد الله معهم ، فمن خالط السعيد سعِد، ومن عاشر المؤمن استقى منه ، إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية . فابحث عن المجتمع المؤمن الطاهر تكن طاهراً ، وابتعد عن المجتمع الفاسد تنجُ منه وتتّقِ شرّه .
    انطلق الرجل التائب إلى تلك الأرض بنفس غير التي كانت له ، وروح غير الروح التي كان يحملها ، انطلق بإيمانه الجديد ونفسه الطموح ، وروحه الوثـّابة إلى عالم الأمن والامان ، إلى مجتمع الفضيلة والرشاد ، يسأل الله العون والسداد ، يلهج لسانُه بذكر الله ، وتتحرك جوانحه شوقاً إلى إخوانه في العقيدة .
    وانتصف الطريق أو كاد ، ولم يبلغِ الأمل المنشود . كانت نيتُه صحيحة ، ورغبته في الهدى صادقة ، إلا أن الأجل وافاه ، وملك الموت قبض روحه ، ولكل أجل كتاب .
    تنازعت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فيه ، كل فريق يريد أخذه .
    قالت ملائكة الرحمة : نحن أحق به ، فقد جاء إلى الله تائباً ، مقبلاً بقلبه ، عازماً على فعل الخير ، مصمماً على نسيان ماضيه ، والبدءِ من جديد إنساناً مؤمناً تقيّاً .
    قالت ملائكة العذاب : بل نحن أحقّ به ، إنه لم يعمل خيراً قطُّ .
    واختصمت فيه ، كل فريق يُدلي بحجته ، ويسعى لأخذه .
    وأراد الله عز وجل أن يعلّم ملائكته أولاً ، والناسَ ثانياً إن التوبة إنْ صحّتْ ، والإنابة إن تأكّدَتْ فالعمل تبَعٌ لها ، وكأيّنْ من أناس دخلوا الجنّة ، ولمّا يصلّوا لله ركعة واحدة إذ وافتهم مناياهم ، وقد خضعت قلوبهم لذكر الله ، فآمنوا به ، وأسلموا له .
    أراد الله برحمته أن يعرّف عباده أن اللجوء إليه نجاة ٌمن النار ، ويالها من نجاة ! وفوزٌ بالجنه ، وياله من فوز! ، فأرسل ملَكاً في صورة آدميّ - تنويهاً ببني آدم ، وتنبيهاً إلى أنّ منهم من يصلح لأن يفصل بين الملائكة إذا تنازعوا – فحكّموه بينهم ، فقال لهم :
    قيسوا ما بين الأرضَين ، فإلى أيتهما كان أقربَ فهو له .
    فأوحى الله إلى أرض السوء أن تباعدي . وإلى أرض الخير أن تقرّبي .
    فقاسوا ما بينهما ، فوجدوا الرجل التائب أقرب إلى الأرض التي قصدها بشبرواحد! ياسبحان الله ، ويارحمة الله ! ... صدَق اللهَ ، فصَدَقه الله ُ ... صار أقربَ إلى أرض النور والإيمان بفضل الواحد الديّان ... فقبضتْه ملائكة الرحمة .



    --------------------------------------------------------------------------------

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر - 21:47