أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا وإياك من أهل الفردوس الأعلى من الجنة
بفضل الله ومنة وكرمة وبدون سابقة عذاب بعفو الله ورحمتة أما بعد ..
يقول عليه الصلاة والسلام ( المرء ومن أحب في الجنة )
أي إذا قدّر الله برحمته أن تكون المرأة وزوجها من أهل الجنة فيكونان معاً وتكون هي
زوجته إن أرادا ذلك ويكون له من الحور العين ما شاء الله أن يكون ولكن زوجته التي
كانت في الدنيا تكون هي السيدة على كل الحور العين التي له ويجعلها الله في جمال مائة
حورية من حور الجنة
ويؤتى الرجل قوة عشرات الرجال من رجال الدنيا وكذلك الله تبارك وتعالى ينزع من قلوب
أهل الجنة كل صفات كانت في الدنيا تسبب لهم الهم والحزن مثل الغيرة والحسد والكراهية
والبغضاء فيكون الجميع متحابين متقاربين ولا يكون شىء من غيرة الدنيا ولا أي شيء
ينغص على أهل الجنة حياتهم ..
أسأل الله تعالى أن تكوني ممن عملوا لها ..
فالجنة أختي العزيزة غالية الثمن إذ يقول علية الصلاة والسلام
( الا أن سلعة الله غالية الا أن سلعة الله الجنة ) هذه الجنة ثمنها ما قال الله تعالى
( ان الله إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) فمن أراد الجنة سعى لها
سعيها في الطاعات والبعد عن المعاصي .. أما إذا قدر الله لكِ الجنة
فإطمئني فالله تعالى يقول
( لهم فيها ما تشتهي أنفسهم ولهم فيها ما يدعون )
أي أن كل ما تشتهي نفسك ستجدينه وكل
ما تحبين وكل ما يشبع رغباتكِ ويرضى نفسكِ ستكونين في قمة السعادة كل ما تتمنينه تجدينه
وفي الجنة لا فرق بين رجل وإمرأة الكل سيكون سعيداً وسيجد كل ما يحب ويتمنى وما يشبع
رغباته ويرضي نفسه ..
أسأل الله تعالى أن يجمعنا وإياكم والمسلمين هناك في ظل رحمته في مقعد صدق عند مليك
مقتدر .
إطمئني تماماً فسوف تكونين في الجنة كيفما تحبين وتشائين وسوف تجدين من
السعادة والهناء مالا يخطر لكِ على بال .. ففي الجنة أكثر مما تطلبين وتتمنين أسأله تعالى
أن يجمعنا هناك في ظل رحمته ..
ولكن من هو زوجك في تلك الجنة ؟
المرأة في الدنيا بين عدة أحوال
1- إما أن تموت قبل أن تتزوج
2- إما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر
3- إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة والعياذ بالله
4- إما أن تموت بعد زواجها.
5- إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت
6- إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره
هذه حالات المرأة في الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنة
1- فأما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله – عزوجل – في الجنة
من رجل من أهل الدنيا لقوله : { ما في الجنة أعزب } [أخرجه مسلم]، قال الشيخ
إبن عثيمين: إذا لم تتزوج – أي المرأة – في الدنيا فإن الله تعالى يزوجها ما تقر بها
عينها في الجنة.. فالنعيم في الجنة ليس مقصوراً على الذكور وإنما هو للذكور والإناث
ومن جملة النعيم: الزواج
2- ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة
3- ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة.. قال الشيخ ابن عثيمين:
فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذا
دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال. أي فيتزوجها أحدهم.
4- وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي – في الجنة – لزوجها الذي ماتت عنه
5- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنه
6- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثروا لقوله:
{ المرأة لآخر أزواجها } [ سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ]. ولقول حذيفة لإمرأته:
( إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تتزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في
الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة )
إن شاء الله نكون من محبي الله وممن يدخلون جنته وسبحان الله نحمده ونشكره