بسم الله الرحمن الرحيم
اولا :
الطفولة : هي تلك المرحلة البريئة من عمر الإنسان والتي أودعها الله الكثير من الايات والأسرار التي تتكشف شيئا فشيئا وخصوصا لدى أهل الخبرة وذوي الاختصاص بالطفولة ومراحلها فسبحان من خلق فسوى وقدر فهدى
إن الطفولة عالم من الأحاسيس والمشاعر والرغبات تتخللها ظروف نفسية وصحية ، لذا ينبغي لمن يتعامل معها أن يكون على دراية بها و معرفة بكيفية التعامل معها فكل مرحلة من المراحل العمرية للطفل لها أوصافها ومتطلباتها وطريقة خاصة للتعامل معها وقد تم التعرف على ذلك عن طرق المتابعة والدراسة والتجارب حتى أصبح الطفل والطفولة علما وفنا وتخصصا يدرس على أرقى المستويات بمجالاته العلمية والصحية والنفسية ، تعمل من أجلها البحوث وتعقد الندوات وتتبادل المعلومات وتبذل الأموال فهل بعد هذا يقلل من أهمية الطفل ذلك الجرم الصغير الذي حوى عالما عجيبا وآيات من آيات الباهرة في خلقه وأطواره ومراحل نموه وتصرفاته وحركاته بل حتى في كلماته وضحكاته التي تأخذ بالعقول والألباب
ولأن المسلم ينبغي أن يعطي كل ذي حق حقه فحري به أن يعطي طفله حقه الذي ينبغي له في الحياة بتربيته التربية الصحيحة التي تجمع بين العلم والرحمة ليهبه السعادة التي سرعان ما تظهر في حركة بريئة جميلة وسلوك قويم وابتسامة عبقة ندية ومنطق طيب يفوح مسكا وأريجا فتقر العين ويأنس الفؤاد
وإنمــــــــــــا أولادنــــــــــــا بيننـــــــــــــا أكبــــــادنـــــــا تمشــــي علـــــــى الأرض
لو هبــــت الريــــح علـــــى بعضهـــــــم وإنمــــــــــــا أولادنــــــــــــا بيننـــــــــــــا
--------------------------------------------
ثانيا :
شاعر يبكي جمال الطفولة
هذه قصيدة توضح حب الآباء لأبنائهم سطرها الشاعر عمر بهاء الدين الأميري وذلك لما رأى من الوحدة بعد سفر أولاده الثمانية وخلو الدار منهم فأنشد :
أين الضجيج العذب والشغب
أين التدارس شابه اللعب
أين الطفولة في توقدهـــــــا
أين الدمى في الأرض والكتب
أين التشاكس دونمــا غرض
أين التشاكي ماله سبب
أين التباكي والتضاحك فــي
وقت معا والحزن والطرب
أين التسابق في مجـــاورتي
شغفا إذا أكلوا وإن شربوا
يتزاحمون على مجالستي
والقرب مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسَوق فطرتهم
نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم : ( بابا) إذا فرحوا
ووعيدهم : ( بابا ) إذا غضبوا
وهتافهم : ( بابا ) إذا ابتعدوا
ونجيهم : ( بابا ) إذا اقتربوا
في كل ركن منهم أثر
وبكل زاوية لهم صخبوا
في النافذات زجاجها حطموا
في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا مزالجه
وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا
في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا
في فضلة الماء التي سكبوا
إني أراهم حيثما اتجهت
عيني كأسراب القطا سربوا
دمعي الذي كتمته جلدا
لما تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا
من أضلعي قلبا بهم يجب
ألفيتني كالطفل عاطفة
فإذا به الغيث ينسكب
قد يعجب العذال من رجل
يبكي ولو لم أبك فالعجب
هيهات ما كل البكا خور
إني وبي عزم الرجال أب
--------------------------------------------
ثالثا :
حقوق أطفالنا علينا
إن حقوق الطفل في الإسلام تبدأ من قبل وجوده كل ذلك عناية به وضمانا لصلاحة بتوفيق الله جل وعلا بدءا من البحث عن أم صالحة وزوجة ذات خلق و دين و سؤال الله الولد الصالح والمحافظة على الأدعية والأذكار التي تتخلل العشرة والحياة الزوجية 0
فإذا ولد المولود فإن للطفل على أبيه حقوق وأمور ينبغي مراعاتها وهي على النحو التالي : ـ
1. التأذين في أذن المولود : حتى يكون أول ما يقرع مسامعه كلمة التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله 0
2. تحنيك المولود والدعاء له بالبركة : تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم
3. رضاعته من ثدي أمه : ولا يخفى ما في الرضاعة من الفوائد الجسمية والنفسية 0
4. تسمية المولود بالاسم الحسن : الذي يكون سمة له ووصفا يرافقه طوال حياته يعرف به ويدل عليه 0
5. حلق رأس المولود : والتصدق بوزن شعره فضة على المساكين 0
6. العقيقة : عن الذكر شاتان وعن الأنثى شاة 0
7. الختان : وهو من سنن الفطرة 0
8. النفقة : قال تعالى ( وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف00)
9. رحمته وملاعبته وتقبيله : اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم 0
10. تعويذه وتحصينه والدعاء له : فإن دعاء الوالد لولده مستجابا يستجلب به حفظ الله وتوفيقه وتستدر به رحمته سبحانه 0
11. تربيته التربية الصالحة : وقاية له من النار قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة 000)
--------------------------------------------
رابعا
كيف تربي طفلك على محبة النبي صلى الله عليه وسلم
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الدين وصفة من أهم صفات المؤمنين إذ لا يستقيم إيمان أمريء بدون محبته صلى الله عليه وسلم ولا يصح لمسلم أن يكون متردداً في حبه إذ محبته صلى الله عليه وسلم مرتبطة بمحبة الله _سبحانه وتعالى_ كيف والحبيب – صلى الله عليه وسلم – رسول الله وخليله ومصطفاه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) رواه البخاري
وعليه فإنه ينبغي على كل مسلم أن يرسخ محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب أبناءه متخذا الطرق والوسائل المناسبة بعد الاستعانة بالله في تحقيق هذه المهمة الشريفة 0
ومن الوسائل التي يمكن اتخاذها ما يلي : -
1. حكاية أخلاقه العظيمة ونصرته للمظلومين وعطفه على الفقراء ووصيته باليتيم 0
2. حكاية حبه لصحابته وحبهم له ونصرتهم إياه والتفاني في الذود عنه 0
3. حكاية كرمه وجوده وحلمه وزهده وطيب عشرته وجميل سجاياه 0
4. حكاية نشأته ويتمه وحاله في صباه وبركته وصدقه وأمانته 0
5. حكاية معجزاته _صلى الله عليه وسلم_ .
6. وصف خلقته والحديث عن جمال صورته وبهاء طلعته 0
7. حكاية هديه وإحياء سنته صلى الله عليه وسلم بأن يكون الأب قدوة في أقواله وأفعاله وتعليمهم سنته صلى الله عليه وسلم وتحفيزهم لحفظ بعض الأحاديث والأذكار 0
8. تعويدهم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وترديدها على مسامعهم 0
9. الاستفادة من المواقف اليومية ومقارنتها بما كان عليه صلى الله عليه وسلم 0
ملاحظة / يراعى استخدام أساليب التشويق وعرض القصص واستخدام السؤال والجواب والهدايا
المحفزة عند دراسة سيرته وعرض شمائله صلى الله عليه وسلم 0
--------------------------------------------
خامسا :
أأطفالنا والصلاة
قال صلى الله عليه وسلم : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين 000)
انطلاقا من هذا الحديث النبوي الشريف والذي يؤسس فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم للعلاقة بين المسلم والصلاة منذ طفولته فيتربى عليها في صغره ويألفها في كبره فلا يأتي عليه سن التكليف إلا وقد أصبحت الصلاة جزءا من حياته يأنس بها ويسعد بإقامتها والمحافظة عليها دون ملل أو كلل ، أما من ضيع في صباه ولم يتربى على الصلاة طوال هذه السنوات فإنه يجد عناء عند التكليف وقد يلحقه الضيق والعنت وربما ضيع الصلاة وفرط فيها 0
أيها الأب المبارك هاك بعض التنبيهات التربوية فيما يتعلق بالصلاة لتكون نبراسا لك يضيئ لك الطريق ويفتح لك آفاقا في تربية ولدك على الصلاة والعناية بها والمحافظة عليها ليكون من رواد المساجد ومن عمار بيوت الله فتسعد بصلاحه في الحياة ودعائه بعد الممات 0
1.إن الأطفال يتأثرون بالكبار في السن المبكرة لذا فإن محافظة الوالدين على الصلاة وتكرار النوافل في المنزل من شأنه أن يغرس في نفوس الأبناء تعظيم الله سبحانه كما أنهم يدركون أهمية الصلاة ويتعرفون صفتها 0
2.الاستعانة بدعاء الله عز وجل كما دعا إبراهيم عليه السلام ربه فقال : { رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي 000}0
3.أن يعلم الأب ابنه كيفية الوضوء والطهارة نظريا ثم بالتدريب العملي المتكرر ويسمح له بالتطبيق أمامه فإن أخطأ وجهه بلطف وإن أتقن مدحه وأشعره برضاه 0
4.عدم إلزام الطفل قبل سن التمييز بالطهارة وستر العورة حال محاكاته لوالده بل يتركه يقلده كيفما كان ولا يكفه أو يزجره فإن هذا ينفره من الصلاة 0
5.إذا بلغ الطفل السابعة وجب على الأب أن يأمره بالصلاة للحديث المتقدم كما يأمره بتحصيل شروطها كالطهارة وستر العورة 0
6.ينبغي متابعة الابن في محافظته على الصلاة ويتولى ذلك الوالدان أو من ينوبهما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ( حافظوا على أبنائكم في الصلاة وعودوهم الخير فإن الخير عادة) 0
7.أن يعمق الوالدان في نفس الابن مراقبة الله وأن الله مطلع عليه وما أعده الله لمن حافظ على الصلاة ، وجزاء من ضيعها ، فإن هذا له أكبر الأثر في محافظته عليها في الخلوات 0
8.لا بأس بمكافأته أحيانا لانتظامه في الصلاة لكن لا يواظب على ذلك مع تنويع الهدية 0
9.أن يقرن الوالد الأمور المحببة لأبنائه بموعد الصلاة فيربط موعد النزهة بأداء صلاة العصر مثلا فيتحفزون لذلك ويستعدون لأداء الصلاة في وقتها لاقترانها بمحبوب لديهم 0
10.حبذا لو رتب الأب جميع مواعيده مع أولاده بأوقات الصلاة فيتعلمون تنظيم الوقت بناء على أوقات الصلاة 0
11.يعود الصبي خاصة بعد سن العاشرة أداء السنن الرواتب مع الصلاة المفروضة وكذالك قيام الليل ولو جزءا يسيرا دون إلزام فيعلن الأب لأبنائه أنه سيقوم الليل في ساعة معينة ويتركهم يتنافسون في ذلك دون أن يوقظهم لتقوى إرادتهم ويعتمدوا على أنفسهم ويخفف بهم في الصلاة ومن نعس منهم أمره بالنوم 0
12.إن في مرافقة الطفل لوالده إلى المسجد والتحاقه بحلقة تحفيظ القرآن من شأنه أن يغرس في قلب الطفل حب المسجد والصلة الوثيقة به 0
13.لايؤمر الصبي قبل سن السابعة بالصلاة ولا يضرب عليها قبل سن العاشرة ولا يلجأ الأب إلى الضرب إلا بعد استنفاذ الوسع في استخدام الوسائل المعينة كالترغيب والإثابة والتشجيع فإن لم تجد فالعتاب ثم الحرمان فالتهديد بالضرب فإذا فشل العقاب النفسي لجأ إلى العقاب البدني وهو الضرب 0
سادسا :
أطفالنا والأخلاق
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله ,,, وبعد
فإن ديننا الإسلامي هو دين الأخلاق فهو معين لا ينضب من المثل والقيم النبيلة والتعاليم التي ترشد إلى محاسن الأخلاق وترغب في التحلي بها بل وتعلق عليها الأجر الجزيل من رب العالمين قال صلى الله عليه وسلم ( ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق ... ) الترمذي وقال حسن صحيح وقال صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ... ) الترمذي وقال حسن صحيح وعندما سئل المصطفى صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ، قال : ( تقوى الله وحسن الخلق ) الترمذي وقال حسن صحيح وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم خير قدوة في التحلي بمحاسن الأخلاق قال عنه أنس بن مالك رضي الله عنه ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا ) متفق عليه بل وصفه رب العالمين بأعظم وصف فقال سبحانه { وإنك لعلى خلق عظيم }.
وبناء على ذلك فإن أعظم ما يساعد المرء على التحلي بحسن الخلق تربيته وتنشئته على مكارمها منذ نعومة أظفاره إذ أن الطفل الذي ينشأ على الأدب وحسن المنطق وجميل المعاشرة مع من حوله سوف تكون الأخلاق الحسنة ثوبا يتحلى به في صباه وعطرا في كبره يفوح شذاه .
وعليه فهاكم أيها الآباء والمربون جملة من الوصايا والتوجيهات علها أن تسهم في النهوض والرقي بأبنائنا صعدا في سلم الأخلاق فيسعدوا في دنياهم ويفوزوا في أخراهم : ـ
1.غرس الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة في نفوس الأطفال وتحبيبها إليهم من خلال الحديث عن الأخلاق ونظرة المجتمع لمن حسنت أخلاقهم وما أعده الله لهم يوم القيامة من النعيم .
2.ربط الطفل بالقرآن والذي هو معين الأخلاق من خلال عرض القصص الواردة في القرآن الكريم و بيان سمو أخلاق الأنبياء والمرسلين في دعوتهم إلى الله .
3.تعريف الطفل بجوانب من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وإبراز جانب المثالية في أخلاقه عليه الصلاة والسلام وبذلك تقوى محبته صلى الله عليه وسلم في نفوس أطفالنا ويعظم الاقتداء به .
4.القدوة الصالحة المتمثلة في الوالدين هي حافز حقيقي يساعد الطفل على تطبيق ما يقرأ ويسمع عن مكارم الأخلاق خصوصا وأن سن الطفولة هو سن التقليد والمحاكاة والتأثر بالآخرين سلبا وإيجابا .
5.البيئة لها تأثيرها الكبير على الطفل من خلال ما يسمع ويشاهد فيجنب أصدقاء السوء وسماع المعازف ومساوئ الإعلام الهابط وأفلام الكرتون والألعاب الإلكترونية التي تؤثر على العقائد والأخلاق .
6.إن في تشجيع الطفل والثناء عليه والضرب على كتفيه أو إهداءه هدية عند قيامه بعمل فيه دلالة على حسن خلقه هي شهادة يفرح بها كثيرا فتقوى ثقته بنفسه مما يعينه على الثبات .
7.الأنشطة التربوية والمسابقات الهادفة والخالية من المحاذير لها أكبر الأثر في إثراء روح التنافس لدى أطفالنا يتربون من خلالها على التعاون والإيثار وتضمر لديهم الأنانية وحب التملك والميل إلى العزلة .
8.من أفضل وسائل تربية الطفل على الأخلاق الفاضلة اتخاذ مؤدب متمرس أو مدرس يحسن التربية أو إشراكه في حلقة تحفيظ للقرآن الكريم .
9.تربية الطفل على مراقبة ا لله جل وعلا وأنه سبحانه مطلع علي تصرفاته ينمي في الطفل محاسن الأخلاق حتى في خلواته .
10.إن في إعطاء الطفل الفرصة واختبار قدراته بالاعتماد عليه أو إشراكه في أمور الحياة كاستقبال الضيوف والتخاطب معهم أو مرافقته في الجمعة والجماعة والمناسبات أو التسوق والبيع والشراء وسؤاله عن رأيه والحوار معه ومن ثم تشجيعه وتقويمه حل لكثير من الإشكالات التي يعاني منها الآباء والمربون والمجتمع .
11.إن مما يعين الطفل على محاسن الأخلاق نجاحاته في الحياة وعدم تعريضه للمواقف التي نعلم أن فيها إهانة له ومن ذلك على سبيل المثال الحرص على الجد والاجتهاد في دراسته وعدم تعريضه للعقوبات بسبب الإهمال أو التأخر عن الدوام المدرسي .
12.إن توبيخ الطفل وكثرة اللوم له واستخدام أسلوب الشدة والرمي بالألقاب السيئة والمقارنة بينه وبين إخوته لها مردود سلبي على الطفل في جوانب كثيرة فضلا عن أنها سوء خلق من المربي نفسه .
13.على المربي ألاستفادة من المواقف اليومية في الواقع والتعليق عليها والتربية من خلالها فإنها صورة حيه وتجربه ميدانية للطفل
وختاما ... فإنه لابد من تبادل الأدوار بين كل من الأب والأم في المنزل وكذلك بين الوالدين من جهة والمربين من جهة أخرى وذلك للارتقاء بأبناء الأمة وتربيتهم التربية الإسلامية الحقة و تضافر الجهود في تحقيق ذلك والشعور بعظم المسؤولية وثقل الأمانة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
يتبع
اولا :
الطفولة : هي تلك المرحلة البريئة من عمر الإنسان والتي أودعها الله الكثير من الايات والأسرار التي تتكشف شيئا فشيئا وخصوصا لدى أهل الخبرة وذوي الاختصاص بالطفولة ومراحلها فسبحان من خلق فسوى وقدر فهدى
إن الطفولة عالم من الأحاسيس والمشاعر والرغبات تتخللها ظروف نفسية وصحية ، لذا ينبغي لمن يتعامل معها أن يكون على دراية بها و معرفة بكيفية التعامل معها فكل مرحلة من المراحل العمرية للطفل لها أوصافها ومتطلباتها وطريقة خاصة للتعامل معها وقد تم التعرف على ذلك عن طرق المتابعة والدراسة والتجارب حتى أصبح الطفل والطفولة علما وفنا وتخصصا يدرس على أرقى المستويات بمجالاته العلمية والصحية والنفسية ، تعمل من أجلها البحوث وتعقد الندوات وتتبادل المعلومات وتبذل الأموال فهل بعد هذا يقلل من أهمية الطفل ذلك الجرم الصغير الذي حوى عالما عجيبا وآيات من آيات الباهرة في خلقه وأطواره ومراحل نموه وتصرفاته وحركاته بل حتى في كلماته وضحكاته التي تأخذ بالعقول والألباب
ولأن المسلم ينبغي أن يعطي كل ذي حق حقه فحري به أن يعطي طفله حقه الذي ينبغي له في الحياة بتربيته التربية الصحيحة التي تجمع بين العلم والرحمة ليهبه السعادة التي سرعان ما تظهر في حركة بريئة جميلة وسلوك قويم وابتسامة عبقة ندية ومنطق طيب يفوح مسكا وأريجا فتقر العين ويأنس الفؤاد
وإنمــــــــــــا أولادنــــــــــــا بيننـــــــــــــا أكبــــــادنـــــــا تمشــــي علـــــــى الأرض
لو هبــــت الريــــح علـــــى بعضهـــــــم وإنمــــــــــــا أولادنــــــــــــا بيننـــــــــــــا
--------------------------------------------
ثانيا :
شاعر يبكي جمال الطفولة
هذه قصيدة توضح حب الآباء لأبنائهم سطرها الشاعر عمر بهاء الدين الأميري وذلك لما رأى من الوحدة بعد سفر أولاده الثمانية وخلو الدار منهم فأنشد :
أين الضجيج العذب والشغب
أين التدارس شابه اللعب
أين الطفولة في توقدهـــــــا
أين الدمى في الأرض والكتب
أين التشاكس دونمــا غرض
أين التشاكي ماله سبب
أين التباكي والتضاحك فــي
وقت معا والحزن والطرب
أين التسابق في مجـــاورتي
شغفا إذا أكلوا وإن شربوا
يتزاحمون على مجالستي
والقرب مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسَوق فطرتهم
نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم : ( بابا) إذا فرحوا
ووعيدهم : ( بابا ) إذا غضبوا
وهتافهم : ( بابا ) إذا ابتعدوا
ونجيهم : ( بابا ) إذا اقتربوا
في كل ركن منهم أثر
وبكل زاوية لهم صخبوا
في النافذات زجاجها حطموا
في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا مزالجه
وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا
في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا
في فضلة الماء التي سكبوا
إني أراهم حيثما اتجهت
عيني كأسراب القطا سربوا
دمعي الذي كتمته جلدا
لما تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا
من أضلعي قلبا بهم يجب
ألفيتني كالطفل عاطفة
فإذا به الغيث ينسكب
قد يعجب العذال من رجل
يبكي ولو لم أبك فالعجب
هيهات ما كل البكا خور
إني وبي عزم الرجال أب
--------------------------------------------
ثالثا :
حقوق أطفالنا علينا
إن حقوق الطفل في الإسلام تبدأ من قبل وجوده كل ذلك عناية به وضمانا لصلاحة بتوفيق الله جل وعلا بدءا من البحث عن أم صالحة وزوجة ذات خلق و دين و سؤال الله الولد الصالح والمحافظة على الأدعية والأذكار التي تتخلل العشرة والحياة الزوجية 0
فإذا ولد المولود فإن للطفل على أبيه حقوق وأمور ينبغي مراعاتها وهي على النحو التالي : ـ
1. التأذين في أذن المولود : حتى يكون أول ما يقرع مسامعه كلمة التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله 0
2. تحنيك المولود والدعاء له بالبركة : تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم
3. رضاعته من ثدي أمه : ولا يخفى ما في الرضاعة من الفوائد الجسمية والنفسية 0
4. تسمية المولود بالاسم الحسن : الذي يكون سمة له ووصفا يرافقه طوال حياته يعرف به ويدل عليه 0
5. حلق رأس المولود : والتصدق بوزن شعره فضة على المساكين 0
6. العقيقة : عن الذكر شاتان وعن الأنثى شاة 0
7. الختان : وهو من سنن الفطرة 0
8. النفقة : قال تعالى ( وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف00)
9. رحمته وملاعبته وتقبيله : اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم 0
10. تعويذه وتحصينه والدعاء له : فإن دعاء الوالد لولده مستجابا يستجلب به حفظ الله وتوفيقه وتستدر به رحمته سبحانه 0
11. تربيته التربية الصالحة : وقاية له من النار قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة 000)
--------------------------------------------
رابعا
كيف تربي طفلك على محبة النبي صلى الله عليه وسلم
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الدين وصفة من أهم صفات المؤمنين إذ لا يستقيم إيمان أمريء بدون محبته صلى الله عليه وسلم ولا يصح لمسلم أن يكون متردداً في حبه إذ محبته صلى الله عليه وسلم مرتبطة بمحبة الله _سبحانه وتعالى_ كيف والحبيب – صلى الله عليه وسلم – رسول الله وخليله ومصطفاه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) رواه البخاري
وعليه فإنه ينبغي على كل مسلم أن يرسخ محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب أبناءه متخذا الطرق والوسائل المناسبة بعد الاستعانة بالله في تحقيق هذه المهمة الشريفة 0
ومن الوسائل التي يمكن اتخاذها ما يلي : -
1. حكاية أخلاقه العظيمة ونصرته للمظلومين وعطفه على الفقراء ووصيته باليتيم 0
2. حكاية حبه لصحابته وحبهم له ونصرتهم إياه والتفاني في الذود عنه 0
3. حكاية كرمه وجوده وحلمه وزهده وطيب عشرته وجميل سجاياه 0
4. حكاية نشأته ويتمه وحاله في صباه وبركته وصدقه وأمانته 0
5. حكاية معجزاته _صلى الله عليه وسلم_ .
6. وصف خلقته والحديث عن جمال صورته وبهاء طلعته 0
7. حكاية هديه وإحياء سنته صلى الله عليه وسلم بأن يكون الأب قدوة في أقواله وأفعاله وتعليمهم سنته صلى الله عليه وسلم وتحفيزهم لحفظ بعض الأحاديث والأذكار 0
8. تعويدهم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وترديدها على مسامعهم 0
9. الاستفادة من المواقف اليومية ومقارنتها بما كان عليه صلى الله عليه وسلم 0
ملاحظة / يراعى استخدام أساليب التشويق وعرض القصص واستخدام السؤال والجواب والهدايا
المحفزة عند دراسة سيرته وعرض شمائله صلى الله عليه وسلم 0
--------------------------------------------
خامسا :
أأطفالنا والصلاة
قال صلى الله عليه وسلم : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين 000)
انطلاقا من هذا الحديث النبوي الشريف والذي يؤسس فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم للعلاقة بين المسلم والصلاة منذ طفولته فيتربى عليها في صغره ويألفها في كبره فلا يأتي عليه سن التكليف إلا وقد أصبحت الصلاة جزءا من حياته يأنس بها ويسعد بإقامتها والمحافظة عليها دون ملل أو كلل ، أما من ضيع في صباه ولم يتربى على الصلاة طوال هذه السنوات فإنه يجد عناء عند التكليف وقد يلحقه الضيق والعنت وربما ضيع الصلاة وفرط فيها 0
أيها الأب المبارك هاك بعض التنبيهات التربوية فيما يتعلق بالصلاة لتكون نبراسا لك يضيئ لك الطريق ويفتح لك آفاقا في تربية ولدك على الصلاة والعناية بها والمحافظة عليها ليكون من رواد المساجد ومن عمار بيوت الله فتسعد بصلاحه في الحياة ودعائه بعد الممات 0
1.إن الأطفال يتأثرون بالكبار في السن المبكرة لذا فإن محافظة الوالدين على الصلاة وتكرار النوافل في المنزل من شأنه أن يغرس في نفوس الأبناء تعظيم الله سبحانه كما أنهم يدركون أهمية الصلاة ويتعرفون صفتها 0
2.الاستعانة بدعاء الله عز وجل كما دعا إبراهيم عليه السلام ربه فقال : { رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي 000}0
3.أن يعلم الأب ابنه كيفية الوضوء والطهارة نظريا ثم بالتدريب العملي المتكرر ويسمح له بالتطبيق أمامه فإن أخطأ وجهه بلطف وإن أتقن مدحه وأشعره برضاه 0
4.عدم إلزام الطفل قبل سن التمييز بالطهارة وستر العورة حال محاكاته لوالده بل يتركه يقلده كيفما كان ولا يكفه أو يزجره فإن هذا ينفره من الصلاة 0
5.إذا بلغ الطفل السابعة وجب على الأب أن يأمره بالصلاة للحديث المتقدم كما يأمره بتحصيل شروطها كالطهارة وستر العورة 0
6.ينبغي متابعة الابن في محافظته على الصلاة ويتولى ذلك الوالدان أو من ينوبهما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ( حافظوا على أبنائكم في الصلاة وعودوهم الخير فإن الخير عادة) 0
7.أن يعمق الوالدان في نفس الابن مراقبة الله وأن الله مطلع عليه وما أعده الله لمن حافظ على الصلاة ، وجزاء من ضيعها ، فإن هذا له أكبر الأثر في محافظته عليها في الخلوات 0
8.لا بأس بمكافأته أحيانا لانتظامه في الصلاة لكن لا يواظب على ذلك مع تنويع الهدية 0
9.أن يقرن الوالد الأمور المحببة لأبنائه بموعد الصلاة فيربط موعد النزهة بأداء صلاة العصر مثلا فيتحفزون لذلك ويستعدون لأداء الصلاة في وقتها لاقترانها بمحبوب لديهم 0
10.حبذا لو رتب الأب جميع مواعيده مع أولاده بأوقات الصلاة فيتعلمون تنظيم الوقت بناء على أوقات الصلاة 0
11.يعود الصبي خاصة بعد سن العاشرة أداء السنن الرواتب مع الصلاة المفروضة وكذالك قيام الليل ولو جزءا يسيرا دون إلزام فيعلن الأب لأبنائه أنه سيقوم الليل في ساعة معينة ويتركهم يتنافسون في ذلك دون أن يوقظهم لتقوى إرادتهم ويعتمدوا على أنفسهم ويخفف بهم في الصلاة ومن نعس منهم أمره بالنوم 0
12.إن في مرافقة الطفل لوالده إلى المسجد والتحاقه بحلقة تحفيظ القرآن من شأنه أن يغرس في قلب الطفل حب المسجد والصلة الوثيقة به 0
13.لايؤمر الصبي قبل سن السابعة بالصلاة ولا يضرب عليها قبل سن العاشرة ولا يلجأ الأب إلى الضرب إلا بعد استنفاذ الوسع في استخدام الوسائل المعينة كالترغيب والإثابة والتشجيع فإن لم تجد فالعتاب ثم الحرمان فالتهديد بالضرب فإذا فشل العقاب النفسي لجأ إلى العقاب البدني وهو الضرب 0
سادسا :
أطفالنا والأخلاق
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله ,,, وبعد
فإن ديننا الإسلامي هو دين الأخلاق فهو معين لا ينضب من المثل والقيم النبيلة والتعاليم التي ترشد إلى محاسن الأخلاق وترغب في التحلي بها بل وتعلق عليها الأجر الجزيل من رب العالمين قال صلى الله عليه وسلم ( ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق ... ) الترمذي وقال حسن صحيح وقال صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ... ) الترمذي وقال حسن صحيح وعندما سئل المصطفى صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ، قال : ( تقوى الله وحسن الخلق ) الترمذي وقال حسن صحيح وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم خير قدوة في التحلي بمحاسن الأخلاق قال عنه أنس بن مالك رضي الله عنه ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا ) متفق عليه بل وصفه رب العالمين بأعظم وصف فقال سبحانه { وإنك لعلى خلق عظيم }.
وبناء على ذلك فإن أعظم ما يساعد المرء على التحلي بحسن الخلق تربيته وتنشئته على مكارمها منذ نعومة أظفاره إذ أن الطفل الذي ينشأ على الأدب وحسن المنطق وجميل المعاشرة مع من حوله سوف تكون الأخلاق الحسنة ثوبا يتحلى به في صباه وعطرا في كبره يفوح شذاه .
وعليه فهاكم أيها الآباء والمربون جملة من الوصايا والتوجيهات علها أن تسهم في النهوض والرقي بأبنائنا صعدا في سلم الأخلاق فيسعدوا في دنياهم ويفوزوا في أخراهم : ـ
1.غرس الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة في نفوس الأطفال وتحبيبها إليهم من خلال الحديث عن الأخلاق ونظرة المجتمع لمن حسنت أخلاقهم وما أعده الله لهم يوم القيامة من النعيم .
2.ربط الطفل بالقرآن والذي هو معين الأخلاق من خلال عرض القصص الواردة في القرآن الكريم و بيان سمو أخلاق الأنبياء والمرسلين في دعوتهم إلى الله .
3.تعريف الطفل بجوانب من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وإبراز جانب المثالية في أخلاقه عليه الصلاة والسلام وبذلك تقوى محبته صلى الله عليه وسلم في نفوس أطفالنا ويعظم الاقتداء به .
4.القدوة الصالحة المتمثلة في الوالدين هي حافز حقيقي يساعد الطفل على تطبيق ما يقرأ ويسمع عن مكارم الأخلاق خصوصا وأن سن الطفولة هو سن التقليد والمحاكاة والتأثر بالآخرين سلبا وإيجابا .
5.البيئة لها تأثيرها الكبير على الطفل من خلال ما يسمع ويشاهد فيجنب أصدقاء السوء وسماع المعازف ومساوئ الإعلام الهابط وأفلام الكرتون والألعاب الإلكترونية التي تؤثر على العقائد والأخلاق .
6.إن في تشجيع الطفل والثناء عليه والضرب على كتفيه أو إهداءه هدية عند قيامه بعمل فيه دلالة على حسن خلقه هي شهادة يفرح بها كثيرا فتقوى ثقته بنفسه مما يعينه على الثبات .
7.الأنشطة التربوية والمسابقات الهادفة والخالية من المحاذير لها أكبر الأثر في إثراء روح التنافس لدى أطفالنا يتربون من خلالها على التعاون والإيثار وتضمر لديهم الأنانية وحب التملك والميل إلى العزلة .
8.من أفضل وسائل تربية الطفل على الأخلاق الفاضلة اتخاذ مؤدب متمرس أو مدرس يحسن التربية أو إشراكه في حلقة تحفيظ للقرآن الكريم .
9.تربية الطفل على مراقبة ا لله جل وعلا وأنه سبحانه مطلع علي تصرفاته ينمي في الطفل محاسن الأخلاق حتى في خلواته .
10.إن في إعطاء الطفل الفرصة واختبار قدراته بالاعتماد عليه أو إشراكه في أمور الحياة كاستقبال الضيوف والتخاطب معهم أو مرافقته في الجمعة والجماعة والمناسبات أو التسوق والبيع والشراء وسؤاله عن رأيه والحوار معه ومن ثم تشجيعه وتقويمه حل لكثير من الإشكالات التي يعاني منها الآباء والمربون والمجتمع .
11.إن مما يعين الطفل على محاسن الأخلاق نجاحاته في الحياة وعدم تعريضه للمواقف التي نعلم أن فيها إهانة له ومن ذلك على سبيل المثال الحرص على الجد والاجتهاد في دراسته وعدم تعريضه للعقوبات بسبب الإهمال أو التأخر عن الدوام المدرسي .
12.إن توبيخ الطفل وكثرة اللوم له واستخدام أسلوب الشدة والرمي بالألقاب السيئة والمقارنة بينه وبين إخوته لها مردود سلبي على الطفل في جوانب كثيرة فضلا عن أنها سوء خلق من المربي نفسه .
13.على المربي ألاستفادة من المواقف اليومية في الواقع والتعليق عليها والتربية من خلالها فإنها صورة حيه وتجربه ميدانية للطفل
وختاما ... فإنه لابد من تبادل الأدوار بين كل من الأب والأم في المنزل وكذلك بين الوالدين من جهة والمربين من جهة أخرى وذلك للارتقاء بأبناء الأمة وتربيتهم التربية الإسلامية الحقة و تضافر الجهود في تحقيق ذلك والشعور بعظم المسؤولية وثقل الأمانة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
يتبع