رؤية تربوية لألعاب البلاي ستيشن
نشرت "الرياض" في صفحتها الطبية العدد (14774) مقالاً بعنوان:
"أطفال البلاي ستيشن .. يعانون من قصر النظر واضطراب الرؤية"
تناول الأضرار والمضاعفات والاحتياطات الواجب مراعاتها أثناء مشاهدة الأطفال للتلفاز واستخدام الحواسيب والبلاي ستيشن.
ونظراً لأن ألعاب البلاي ستيشن والإنترنت أصبحت من الألعاب التي يمارسها أطفالنا وأبناؤنا، بل وكبارنا في كثير من الأحيان،
وانطلاقاً من عملي التربوي أقدم
هذه الرؤية التربوية عن ألعاب البلاي ستيشن والإنترنت.
أولاً)
الأضرار التربوية والأخلاقية لألعاب البلاي ستيشن والإنترنت على أطفالنا:
(1) التربية على العنف:
هناك كثير من ألعاب البلاي ستيشن يقوم فيها بطل اللعبة بالقتل والتخريب والسرقة وإيذاء الآخرين حتى يصبح فائزاً، ثم تأتي صيحات
وأشكال تشجيعية لفوزه وقيامه بالأعمال التدميرية،
وقد أكدت الدراسات أن إدمان الأطفال على مشاهدة وممارسة هذه الألعاب يولد فيهم العدوانية وحب العنف والمغامرات والسرقة وإيذاء الآخرين.
(2) التأخر الدراسي:
فأطفالنا وأبناؤنا الذين يمارسون هذه الألعاب لساعات طويلة يتكاسلون عن أداء واجباتهم المدرسية ومراجعة دروسهم اليومية،
كذلك فإن سهرهم من أجلها يؤدي إلى التأخر في النوم فيذهبون إلى
المدرسة وهم مرهقون وكسالى، هذا بالإضافة إلى تفكيرهم المستمر
في هذه الألعاب أثناء يومهم الدراسي،
وكل هذا يؤدي إلى تأخرهم دراسياً.
(3) الانطوائية والعزلة:
ينتج عن جلوس أطفالنا أمام
هذه الألعاب لمدة طويلة عدم رغبتهم في مجالسة الآخرين، والكسل والخمول وقلة الحركة، مما ينتج عنه عدم مشاركتهم في الأنشطة الطلابية والمناسبات الاجتماعية والعائلية، ومنها عدم مشاركتهم عوائلهم في وجباتها الغذائية.
(4) ألفة المناظر المخلة بالآداب:
يشاهد أطفالنا وأبنائنا في هذه الألعاب كثيراً من المناظر التي لا تليق بأخلاقنا وعاداتنا وتتنافى مع تعاليم ديننا، فيشاهدون الفتيات والنساء بملابس لا تليق بالفتاة والمرأة المسلمة، كما يشاهدون أشكالاً
وحركات غير أخلاقية بين الجنسين،
ومن خلال تكرار هذه المشاهدة يألفون مشاهدة هذه المناظر والحركات غير الأخلاقية في واقع حياتهم، وقد يزداد الأمر سوءاً عندما يألفون ممارستها.
(5) سرعة الغضب:
فالغضب وسرعته من الأخلاق التي حذَّر منها الإسلام، فقد أوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم بعدم الغضب فقال: "لا تغضب ثلاثاً"، وفي ألعاب البلاي ستيشن يحدث تنافس شديد بين اللاعبين وأحياناً بين اللاعب وحده والمقابل له في اللعبة، مما يؤدي إلى سرعة الغضب وعلى أتفه الأسباب، فينشأ أطفالنا سريعي الغضب، يغضبون على كل شيء ومن كل شيء، بل ربما يغضب الابن على والديه عندما يأمرانه بأمر وهو منهمك في لعبته.
(6) ضياع الأوقات:
يجلس الأطفال والأبناء أمام هذه الألعاب على ما يزيد من خمس ساعات
يومياً في أيام العام الدراسي، أما في أيام العطل والإجازات فحدث
ولا حرج، فتؤخر الصلوات عن وقتها بل قد تضيع أحياناً،
وتترك كثير من الواجبات والمهمات فضلاً عن السنن والمكرمات.
(7) التقليد الأعمى:
حيث جبل الأطفال على التقليد دون تمييز بين الصواب والخطأ،
وعندما يرون ما يعجبهم في هذه الألعاب حسناً أو قبيحاً فإنهم يحبون تقليده ومشابهته، وكم حدثت من قصص وغرائب عن تقليدهم لأفلام الكرتون
وأبطال هذه الألعاب، وما نتج عنه من أضرار.
(8) إنفاق المال من غير اكتراث:
تحتاج هذه الألعاب إلى الكثير من الأجهزة والأدوات والصيانة وبمبالغ قد تكون طائلة عند البعض، وبشكل مستمر، فيتعود الأطفال على إنفاق أموالهم وبدون محاسبة على ما ينفع وما لا ينفع.
(9) الإدمان:
وهو من أكثر الآثار خطورة!: فعندما يدمن الأطفال على ممارسة ومشاهدة هذه الألعاب فإنه من الصعوبة أن يبتعد عنها أو يقلل من استخدامها،
وكم شب بل وشاب على هذه الألعاب كبار فصعب العلاج والخلاص.
ثانياً) الرؤية التربوية لتوجيه ألعاب البلاي ستيشن:
لقد أصبحت ألعاب البلاي ستيشن والإنترنت من وسائل التسلية
والترفيه التي انتشرت وعمت بها البلوى
وأصبحت تتطور يوماً بعد يوم، لذا أصبح من الأهمية تقديم رؤية تربوية لتوجيه هذه الألعاب لتلافي سلبياتها أو التقليل منها:
(1) أن يبذل المهتمون بمجال تقنية الألعاب والحريصون على مستقبل أطفالنا جهوداً متواصلة من أجل بناء وتصميم ألعاب تتناسب وقيم وعادات المجتمعات الإسلامية.
(2) أن تضمن هذه الألعاب توجيهات إسلامية وتربوية في بداية كل لعبة، مثل:
التأكيد على أهمية الصلاة في وقتها، وطاعة الوالدين،
وعدم الاقتراب من الشاشة، والجلوس جلسة صحية،
وأن يكون اللعب في أوقات الفراغ وغيرها.
(4) أن يرفق مع كل قرص (سي دي) ورقة تعريفية باللعبة وأهدافها ومحتوياتها،
حتى يتمكن ولي الأمر من التعرف على هذه اللعبة قبل شرائها.
(5) أن يقوم رجال وزارة الثقافة والإعلام وتقنية المعلومات وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمسؤولون عن مراقبة هذه الألعاب بمتابعة كل ما يدخل إلى أسواقنا من هذه الألعاب وما يباع منها في المحلات، وما يبث منها عبر الإنترنت، وإتلاف وحجب كل ما يخل بالقيم والعادات منها، وأخذ الغرامات وإيقاع العقوبات على كل من يسيء
إلى أخلاق وسلوكيات أطفالنا.
أخيراً:
هذه رؤية تربوية لألعاب البلاي ستيشن،
وأعتقد أن العديد من التربويين يشاركونني هذه الرؤية،
وهناك من لديهم رؤى أخرى.
ولكن لنتذكر أننا مسؤولون أمام الله عن أطفالنا وذلك بتقديم الأفكار
والبرامج التي تسهم في صالحهم ونبوغهم،
وحمايتهم من كل ما يلوث فطرتهم ويخدش أخلاقهم.
حمد بن عبدالله القميزي
نشرت "الرياض" في صفحتها الطبية العدد (14774) مقالاً بعنوان:
"أطفال البلاي ستيشن .. يعانون من قصر النظر واضطراب الرؤية"
تناول الأضرار والمضاعفات والاحتياطات الواجب مراعاتها أثناء مشاهدة الأطفال للتلفاز واستخدام الحواسيب والبلاي ستيشن.
ونظراً لأن ألعاب البلاي ستيشن والإنترنت أصبحت من الألعاب التي يمارسها أطفالنا وأبناؤنا، بل وكبارنا في كثير من الأحيان،
وانطلاقاً من عملي التربوي أقدم
هذه الرؤية التربوية عن ألعاب البلاي ستيشن والإنترنت.
أولاً)
الأضرار التربوية والأخلاقية لألعاب البلاي ستيشن والإنترنت على أطفالنا:
(1) التربية على العنف:
هناك كثير من ألعاب البلاي ستيشن يقوم فيها بطل اللعبة بالقتل والتخريب والسرقة وإيذاء الآخرين حتى يصبح فائزاً، ثم تأتي صيحات
وأشكال تشجيعية لفوزه وقيامه بالأعمال التدميرية،
وقد أكدت الدراسات أن إدمان الأطفال على مشاهدة وممارسة هذه الألعاب يولد فيهم العدوانية وحب العنف والمغامرات والسرقة وإيذاء الآخرين.
(2) التأخر الدراسي:
فأطفالنا وأبناؤنا الذين يمارسون هذه الألعاب لساعات طويلة يتكاسلون عن أداء واجباتهم المدرسية ومراجعة دروسهم اليومية،
كذلك فإن سهرهم من أجلها يؤدي إلى التأخر في النوم فيذهبون إلى
المدرسة وهم مرهقون وكسالى، هذا بالإضافة إلى تفكيرهم المستمر
في هذه الألعاب أثناء يومهم الدراسي،
وكل هذا يؤدي إلى تأخرهم دراسياً.
(3) الانطوائية والعزلة:
ينتج عن جلوس أطفالنا أمام
هذه الألعاب لمدة طويلة عدم رغبتهم في مجالسة الآخرين، والكسل والخمول وقلة الحركة، مما ينتج عنه عدم مشاركتهم في الأنشطة الطلابية والمناسبات الاجتماعية والعائلية، ومنها عدم مشاركتهم عوائلهم في وجباتها الغذائية.
(4) ألفة المناظر المخلة بالآداب:
يشاهد أطفالنا وأبنائنا في هذه الألعاب كثيراً من المناظر التي لا تليق بأخلاقنا وعاداتنا وتتنافى مع تعاليم ديننا، فيشاهدون الفتيات والنساء بملابس لا تليق بالفتاة والمرأة المسلمة، كما يشاهدون أشكالاً
وحركات غير أخلاقية بين الجنسين،
ومن خلال تكرار هذه المشاهدة يألفون مشاهدة هذه المناظر والحركات غير الأخلاقية في واقع حياتهم، وقد يزداد الأمر سوءاً عندما يألفون ممارستها.
(5) سرعة الغضب:
فالغضب وسرعته من الأخلاق التي حذَّر منها الإسلام، فقد أوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم بعدم الغضب فقال: "لا تغضب ثلاثاً"، وفي ألعاب البلاي ستيشن يحدث تنافس شديد بين اللاعبين وأحياناً بين اللاعب وحده والمقابل له في اللعبة، مما يؤدي إلى سرعة الغضب وعلى أتفه الأسباب، فينشأ أطفالنا سريعي الغضب، يغضبون على كل شيء ومن كل شيء، بل ربما يغضب الابن على والديه عندما يأمرانه بأمر وهو منهمك في لعبته.
(6) ضياع الأوقات:
يجلس الأطفال والأبناء أمام هذه الألعاب على ما يزيد من خمس ساعات
يومياً في أيام العام الدراسي، أما في أيام العطل والإجازات فحدث
ولا حرج، فتؤخر الصلوات عن وقتها بل قد تضيع أحياناً،
وتترك كثير من الواجبات والمهمات فضلاً عن السنن والمكرمات.
(7) التقليد الأعمى:
حيث جبل الأطفال على التقليد دون تمييز بين الصواب والخطأ،
وعندما يرون ما يعجبهم في هذه الألعاب حسناً أو قبيحاً فإنهم يحبون تقليده ومشابهته، وكم حدثت من قصص وغرائب عن تقليدهم لأفلام الكرتون
وأبطال هذه الألعاب، وما نتج عنه من أضرار.
(8) إنفاق المال من غير اكتراث:
تحتاج هذه الألعاب إلى الكثير من الأجهزة والأدوات والصيانة وبمبالغ قد تكون طائلة عند البعض، وبشكل مستمر، فيتعود الأطفال على إنفاق أموالهم وبدون محاسبة على ما ينفع وما لا ينفع.
(9) الإدمان:
وهو من أكثر الآثار خطورة!: فعندما يدمن الأطفال على ممارسة ومشاهدة هذه الألعاب فإنه من الصعوبة أن يبتعد عنها أو يقلل من استخدامها،
وكم شب بل وشاب على هذه الألعاب كبار فصعب العلاج والخلاص.
ثانياً) الرؤية التربوية لتوجيه ألعاب البلاي ستيشن:
لقد أصبحت ألعاب البلاي ستيشن والإنترنت من وسائل التسلية
والترفيه التي انتشرت وعمت بها البلوى
وأصبحت تتطور يوماً بعد يوم، لذا أصبح من الأهمية تقديم رؤية تربوية لتوجيه هذه الألعاب لتلافي سلبياتها أو التقليل منها:
(1) أن يبذل المهتمون بمجال تقنية الألعاب والحريصون على مستقبل أطفالنا جهوداً متواصلة من أجل بناء وتصميم ألعاب تتناسب وقيم وعادات المجتمعات الإسلامية.
(2) أن تضمن هذه الألعاب توجيهات إسلامية وتربوية في بداية كل لعبة، مثل:
التأكيد على أهمية الصلاة في وقتها، وطاعة الوالدين،
وعدم الاقتراب من الشاشة، والجلوس جلسة صحية،
وأن يكون اللعب في أوقات الفراغ وغيرها.
(4) أن يرفق مع كل قرص (سي دي) ورقة تعريفية باللعبة وأهدافها ومحتوياتها،
حتى يتمكن ولي الأمر من التعرف على هذه اللعبة قبل شرائها.
(5) أن يقوم رجال وزارة الثقافة والإعلام وتقنية المعلومات وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمسؤولون عن مراقبة هذه الألعاب بمتابعة كل ما يدخل إلى أسواقنا من هذه الألعاب وما يباع منها في المحلات، وما يبث منها عبر الإنترنت، وإتلاف وحجب كل ما يخل بالقيم والعادات منها، وأخذ الغرامات وإيقاع العقوبات على كل من يسيء
إلى أخلاق وسلوكيات أطفالنا.
أخيراً:
هذه رؤية تربوية لألعاب البلاي ستيشن،
وأعتقد أن العديد من التربويين يشاركونني هذه الرؤية،
وهناك من لديهم رؤى أخرى.
ولكن لنتذكر أننا مسؤولون أمام الله عن أطفالنا وذلك بتقديم الأفكار
والبرامج التي تسهم في صالحهم ونبوغهم،
وحمايتهم من كل ما يلوث فطرتهم ويخدش أخلاقهم.
حمد بن عبدالله القميزي
منقووووووووووووووووووول