[justify]جلس الرجل بين أولاده يتنهد على غير عادته وهو يشاهد التلفاز فقال أحد أولاده : لما لا تحكي لنا الليلة حكاية ككل ليلة قبل أن ننام ، تنهد الرجل أكثر وقال : بابني إن ما عندي لا يجعل أحدا ينام.
ولما زاد إلحاح الأولاد قال : في سالف الأيام كان في بلدتنا عدد من العائلات الكبيرة الأصيلة ، وفي أعرق هذه العائلات قام أحد أبنائها بالاقتران بفتاة من بلدة مجاورة لنا وكانت الفتاة جميلة ولكنها يتيمة الأب والأم وعاملها الشاب معاملة طيبة ولكن حدث ما لم يتوقعه أحد ...بدأ طموح هذا الشاب يزيد ويعلو وتمنى أن يكون من رجال الأعمال حتى دفعته هذه الرغبة لنسيان اى شئ آخر وتعرف على أمثاله من الداخل والخارج.وبدأ يجاري زملائه في اصطحاب فتاته معه في جلسات البيزنس وبدأ يغض الطرف عما يحدث لفتاته من معاكسات ومعاملات مشبوهة ونظرا لان الفتاة شريفة بدأت ترفض بشدة الذهاب لهذه الأماكن ولكن جمالها كان يسهل له الصفقات فراح يراوغها تارة بالإقناع وتارة باستعمال سلطات الزوج والأمر المباشر لعلها تفرح بهذه المكاسب وكله في النهاية لها ولأولادها.ولكن المفاجأة أن الفتاة لم تستجب لهذه الإغراءات فقد كانت شريفة كل الشرف وأخذت قرارها بعدم الذهاب مطلقا لهذه اللقاءات ، فاغتاظ الفتى وبدأ يجلب لها المتاعب من كل حدب وصوب ويعايرها بفقر عائلتها ، وفي نهاية المطاف حبسها في إحدى غرف المنزل حتى بدأت تصرخ من الجوع والألم ، وأمام صياحها العالي والمؤلم قام بطردها من المنزل ليلا بعد أن أغرى السفهاء بإلقائها بالحجارة ، وبدأ الناس في قريتنا والقرة المجاورة يتحدثون عن ذلك ويلومون الفتى.ورغبة في الحفاظ على سمعة العائلة تدخل أحد مشايخ العائلة وراح يرد على من يتكلمون على الفتى قائلا : لماذا تلومون الرجل لقد كان يجب عليه أن يطردها عارية لتكون عبرة لغيرها ، وأراد الرجل فعل ذلك لكننا طلبنا منه أن يرحمها ويكتفي بطردها تموت من الجوع وتذهب للجحيم ، فمشكورا استجاب وطردها فقط ، ألا يستحق الشكر بدل اللومفقال الناس متعجبين على هذه العائلة : أما كان عندهم رجل رشيد يطلب من هذا الرجل عدم التدخل حتى لا يزيد تشويه سمعة العائلة .وهنا صاح الأولاد جميعا من حول الأب يسألونه : من هذه العائلة يا أبتي؟فقال الأب : إن الله ستار يحب الستر!!
[/justify]