ذنوب المصايف وخطورتها |
الكاتب منهج حامل المسك | |
لا شك أن رؤية المناظر الطبيعية الخلابة يبعث السرور على النفس، والتفكُّر من أعظم العبادات التي تُثبِّت اليقين في القلوب .. ولكن أهل المعاصي لم يتركوا لأهل الطاعة مكانًا للتفكُّر .. فالآن من أجل أن تحصل على بضعة أيام من المتعة، قد تقع في ذنوب تُغضِب بها الله عز وجل !!! فتحدث في المصايف العديد من الذنوب التي لا يشعر أحد بمدى خطورتها، ومن أخطرها .. 1) الغفلة ونسيان الله جل وعلا .. ومن ينسى الله في الدنيا، سينساه الله عز وجل في الآخرة .. قال تعالى { الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} [الأعراف: 51] .. فيفعل الناس في المصيف كل ما يحلو لهم، ونسوا أن الله عز وجل رقيبٌ عليهم وأنهم سيحاسبون على كل أفعالهم {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} [القمر: 53].. وقال تعالى { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49] 2) إطلاق البصر .. والله عز وجل قد أمر المؤمنين والمؤمنات بغضّ البصر، قال تعالى { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ..} [النور: 30,31] .. وقال "العينان تزنيان وزناهما النظر"[صححه الألباني، غاية المرام (184)] 3) التبرج .. الذي هو كبيرة من الكبائر، فمن تتعرى على الشواطيء متوَعَّدَة بالعقاب الشديد .. قال رسول الله "صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهم كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا" [رواه مسلم] 4) تعاطي المخدرات بأنواعها .. فأي نوع من أنواع المخدرات له حُكم الخمر، ومن يتعاطاه ملعون ومطرود من رحمة الله تعالى .. قال " ثلاثة حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر الخبث في أهله" [رواه أحمد وحسنه الألباني] فإن كان ما يدعوهم للوقوع في تلك المعاصي، هو قِصر وقت الصيف وشدة حرارة الجو .. فإن الله سبحانه وتعالى يقول {.. قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 81] قال رسول الله "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير على قلبين أبيض بمثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه" [رواه مسلم] إن كنت حريص على دينك .. فإيــــاك أن تُعرِّض نفسك للفتن حتى وإن كنت لن تشارك فيها .. فمجرد وجودك في بيئة مليئة بالفتن يُضعِّف من إيمانك .. فاحذر من التواجد في مثل هذه الأماكن، لأن القلوب ضعيفة والفتن خطافة ،، في المقالات القادمة..نناقش كيف تقضي وقتك و تطرد ملل الصيف...ويكون لنيل رضا الله المصادر: درس "أحلى صيف" للشيخ هاني حلمي. درس "صيف ولا كل صيف" للشيخ هاني حلمي. |