دُعيَ خبير الطيران العالمي لمشاهدة أصغر طائرة جرثومية في
العالم، فاندهش عندما شاهدها تقلع وتطير وتحلق وتناور وتهبط
وتقلع ببراعة عجيبة في غرفة صغيره لا يزيد طولها عن المترين
وعرضها المتر الواحد.
اقترب الخبير العالمي مندهشاً من الطائرة حتى أصبحت على بعد
نصف متر منه، أخذ يدقق فيها فلم يتمكن من رؤية تراكيبها
الخارجية بوضوح لدقتها وصغر حجمها، رآها تطير في خفة عجيبة
وفي هدوء أعجب، حاول المختصون إسقاطها ولكنها ناورت وفلتت
من قذائفهم وظلت تحلق في الجو في رشاقة عجيبة متحدية
الرادارات والقذائف الموجهة.
قال الخبير العالمي: ما أعجب دقة هذه الطائرة !!، وما أبدع
صانعها!!, إذ كيف استطاع صناعة هذين الجناحين الدقيقين الرقيقين
؟!, وكيف يتحركان ويمتدان, ويطويان فوق ظهر الطائرة بآلية
وانسيابية عجيبة؟!!.
قالوا له: إن لها خزان وقود دقيق يوزع الوقود على جميع أجزاء
الاحتراق الداخلية بشبكة توزيع دقيقة وعجيبة
ولها أجهزة استشعار أدق ركبت
بعناية بالغة على جسمها الدقيق النحيل الذي
لايزيد طوله عن مليمترات قليلة.
أخبروه أن تركيب هذه الطائرة الدقيقة أعجب من دقتها. فهي ذات
جسم إنسيابي مفصلي مكون من ثلاث درجات، الأولى الدرجة
الأمامية وبها الأجهزة الحساسة ففيه كشافا رؤيه وفيها أيضاً ثلاث
عُيينات وبها خرطوماً ممتداً للخارج للتموين بالطاقة، علاوة على
عُقد الإحساس الدقيقة التركيب، يليها الدرجة الثانية يعلوها جناحان
كبيران رقيقان، وآخران صغيران دقيقان مهمتهما حفظ اتزان
الطائرة ( ويسميان بدبوسيْ الاتزان )، وأسفل هذا الجزء يوجد
ست عجلات قوية لأن هذه الطائرة أرضية، وهناك أنواع أخرى
مائية وأنواع برمائية ثم يليها القسم الثالث بمحتوياته
الداخلية المعقدة والدقيقة.
ويكيف جسم الطائرة جهاز تكيف دقيق ذاتِ كفاءة عالية
جداً ينتشر في كل جزء من أجزاء الطائرة.
هذه الطائرة عندها صلاحية عالية للتحميل بآلاف القنابل الجرثومية
الفتاكة المعبأة بجراثيم: شلل الأطفال، وبكتيريا الكوليرا، والجذام
والتدرن الرئوي (السل)، والتيفوئيد، والباراتيفوئيد، وجراثيم
الاسهال، والرمد الصديدي.
ومن العجيب أن جسم هذه الطائرة يحمل قنابل مضادة لمفعول
الجراثيم السابقة، حيث يحمل قنابل الفيروس ملتقم البكتيريا
(البكتيريوفاج ) الذي يخترق جسم البكتيريا، ويتكاثر
بالتضاعف داخلها ثم يفجرها ويحطمهما ويقضي عليهما.
ويستطيع المصنع أن يصنع من هذه الطائرة الدقيقة الصنع الآلاف
يمكن نشرها بسهولة في الشوارع والبيوت والمدارس والمصانع
والمطارات، وهي تستطيع التسلل إلى المعسكرات والقواعد العسكرية
والمطارات الحربية دون أن يرصدها الرادار وأجهزة الإنذار
المبكر، وعندها المقدرة على الذهاب والإياب بسرعة عجيبة.
[size=21]سأل الخبير العالمي عن الاسم العلمي لهذه الطائرة العجيبة فقالوا
له: إنها الذبابة المنزلية Musca domestica vicina أكفأ
طائرة جرثومية في العالم وهناك أنواع أخرى من طائفتها أصغر
منها تنقل جراثيم الملاريا ومرض النوم، ولكن هذه الطائرة
أشهرها, وأوسعها انتشاراً خاصة في دول العالم الثالث.
[/size]طائرة جرثومية في العالم وهناك أنواع أخرى من طائفتها أصغر
منها تنقل جراثيم الملاريا ومرض النوم، ولكن هذه الطائرة
أشهرها, وأوسعها انتشاراً خاصة في دول العالم الثالث.
صورة لذبابة منزلية وهي في حالة تطيران
هذه الطائرة معجزة حاولت روسيا قديماً صنعها بكل قواها العلمية
ففشلت، وكذلك يتحدى الله كل مصانع العالم، وخاصة المصانع
الأمريكية والأوروبية أن يصنعوا مثلها.
هذه الطائرة مكتوب عنها في كتاب رب العالمين المعجز
( يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ
دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ
شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ )
الحج 73-74.
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين في تفسير
الآيتين السابقتين من سورة الحج:
حقيق على كل عبد أن يستمع قلبه لهذا المثل ويتدبره
حق تدبره فإنه يقطع مواد الشرك من قلبه.
وذلك أن المعبود أقل درجاته أن يقدر على إيجاد ما ينفع عابده
وإعدام ما يضره، والآلهة التي يعبدها المشركون من دون الله
لن يقدروا خلق الذباب، ولو اجتمعوا كلهم لخلقه، فكيف بما
هو أكبر منه، بل لا يقدرون على الانتصار من الذباب إذا سلبهم
شيئا مما عليهم من طيب ونحوه، فيستنفذوه منه، فلاهم قادرون
على خلق الذباب الذي هو من أضعف الحيوانات، ولا على
الانتصار منه، واسترجاع ما سلبهم إياه.
يتبع