كل أم علي وجه هذه الأرض.. حملت معاناة الأمومة.. وأوجاعها.. هي أم مثالية.. كل امرأة في هذه البلاد.. وفي أقصي بقاع المعمورة.. تلك التي شاب قلبها وشبابها وهي تحفر في الصخر وتنحت في الجبال العاتية.. هي أم مثالية..
كل مرأة وضعت قلبها بين يدي أبنائها.. ووضعت آمالها وأحلامها في تابوت مدفون بأعماق صدرها.. ووضعت طموحاتها في أعماق الماضي القديم.. هي أم مثالية.. كل امرأة فقدت أفراحها الأولي.. وسعت لتصنع لأبنائها أفراحاً جديدة وقيمة.. وأغلقت كل الأبواب والنوافذ التي تحمل لها رياح الحاضر.. والحياة الرغيدة.. هي أم مثالية.
هي أيضاً أم مثالية.. تلك التي حملت أوجاعها وأحزانها.. وسعت لتحمل أطفالها فوق هام الكون دون شكوي ودون أنين.. لم تعرف الفرح ولا السعادة إلا والعمر قد أخذ منها كل صفاتها وبهائها.
هي تلك الأم التي عرفت الفقد.. وذاقت مرارته.. فقد الزوج.. وفقد الابن.. وفقد الأخ.. وفقد الأخت.. لكنها مع ذلك واصلت رحلتها.. وهي تضع كل أوجاع الفقد تلك بين دفتي أضلاعها التي تحمل كل همومها.. وأجلت دموعها وأشجانها.. حتي يبلغ أطفالها عمر الفطام الاجتماعي.. وحتي يبلغوا قمة الكمال التي كانت تتمناها لهم منذ نعومة أظفارهم.
هي تلك الأم التي لم تعرف في حياتها شيئا آخر غير التضحية والبذل والعطاء.. أعطت كل ما لديها.. وبذلت كل ما بوسعها.. ولم تنتظر الجزاء أو الثواب.. ولم تنتظر حتي كلمة شكر علي ما أدته طوال حياتها الماضية.. هي أم أفنت كل شبابها.. وأفنت كل جهدها وطاقاتها.. لتصنع من أيتامها شيئا تسعد به الأمة.. ويسعد به الوطن.. وتسعد به الأجيال القادمة.
هي تلك المرأة التي عرفت مرارة الحرمان.. وطعنتها أسهم الجوع والبرد والحاجة والترمل.. ولم تحاول يوما أن تطرق أبواب الآخرين بحثا عن لقمة العيش.. وعن الدفء لأبنائها المعوزين.. وغذتهم بحبها وحنانها.. حتي عرفوا قيمة الحياة.. وقيمة الفرح.. وقيمة النعمة.. تلك المرأة التي فرضت علي نفسها ستارا من الزهد والتقشف.. وأخرجت كل ما لديها من حب وعطاء.. لتروي به حاجة صغارها.. ولتكون لهم أما وأبا.. في زمن لم يكن فيه للمرأة أي وجود وأي قيمة في هذه البلاد.. ورغم ذلك فقد تمكنت بقوتها.. وقوة عزيمتها.. أن تشهد صعود هؤلاء الصغار علي أكتافها وحبها.. إلي الأعلي.. حيث شهدت تخرجهم.. وتفوقهم.. وتميزهم.
هي تلك المرأة التي فوجئت في لحظة من لحظات العمر.. وهي في أوج قوتها وشبابها.. بفقد الزوج.. وفقد الابن.. وفقد الأم والأب.. لكنها حملت كل ذلك في أعماقها.. وقطعت كل الأشواك التي نمت حولها وحول صغارها.. وأحالت عالم اليتم إلي مزيد من الحب والعطاء والأخوة الدائمة.
إنها امرأة لا توجد إلا في عالم الأساطير.. وفي قصص ألف ليلة وليلة.. تلك التي حملت عباءتها.. وحملت معها كل هموم الكون.. وكل أحزان العالم.. والتفت بكل أوجاع الحزن.. وأوجاع المرض.. ولم تبال إلا بأولئك الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة.. فألبستهم كل دروع الأحلام.. وزودتهم بطاقات الصبر والإيمان.. وعلمتهم كيف يقفون أمام جدار الصعب.. وكيف يقهرون المستحيل.. وكيف يدارون قسوة الألم والفقد والحزن.
إنها تلك المرأة التي حاول الزمان أن يقهرها.. فقهرته.. وحاول الحزن أن يقضي عليها.. فأسرته.. وحاول الضياع أن يسلب منها صغارها فقضت عليه..
إنها امرأة استثنائية.. لم تولد إلا مرة واحدة.. لكنها عاشت كل الأزمان وكل الآلام.. وكل المواجع.. حتي لم يعد هناك من ألم جديد لم تعرفه.. ولم تضمه بين جنبيها.
ولأنها لم تحاول يوماً أن تقف أمام عدسات الكاميرات.. ولم تقابل أي مذيع أو صحفي ليكتب عنها وعن سيرتها.. فقد قررت أن أعرفكم بها.. وأن أنقل عنها تلك الصورة البسيطة مما قدمته وأعطته ووهبته.. لتعرفوا حقاً ما هي مواصفات الأم المثالية.. التي لا تنتظر أن تكرمها صحيفة.. أو جمعية.. أو حتي وطن.. فتكريمها نابع من سعادة أبنائها.. ووجودهم بجوارها في كل حين.. ولا تحاولوا أن تبحثوا عنها بين أرقام جينيس وفي الموسوعات العالمية.. رغم أنها تستحق الدخول فيها.. لأنها في دمنا.. وشراييننا.. وفي كل دفقة من عطائنا.. إنها أمي...
كل مرأة وضعت قلبها بين يدي أبنائها.. ووضعت آمالها وأحلامها في تابوت مدفون بأعماق صدرها.. ووضعت طموحاتها في أعماق الماضي القديم.. هي أم مثالية.. كل امرأة فقدت أفراحها الأولي.. وسعت لتصنع لأبنائها أفراحاً جديدة وقيمة.. وأغلقت كل الأبواب والنوافذ التي تحمل لها رياح الحاضر.. والحياة الرغيدة.. هي أم مثالية.
هي أيضاً أم مثالية.. تلك التي حملت أوجاعها وأحزانها.. وسعت لتحمل أطفالها فوق هام الكون دون شكوي ودون أنين.. لم تعرف الفرح ولا السعادة إلا والعمر قد أخذ منها كل صفاتها وبهائها.
هي تلك الأم التي عرفت الفقد.. وذاقت مرارته.. فقد الزوج.. وفقد الابن.. وفقد الأخ.. وفقد الأخت.. لكنها مع ذلك واصلت رحلتها.. وهي تضع كل أوجاع الفقد تلك بين دفتي أضلاعها التي تحمل كل همومها.. وأجلت دموعها وأشجانها.. حتي يبلغ أطفالها عمر الفطام الاجتماعي.. وحتي يبلغوا قمة الكمال التي كانت تتمناها لهم منذ نعومة أظفارهم.
هي تلك الأم التي لم تعرف في حياتها شيئا آخر غير التضحية والبذل والعطاء.. أعطت كل ما لديها.. وبذلت كل ما بوسعها.. ولم تنتظر الجزاء أو الثواب.. ولم تنتظر حتي كلمة شكر علي ما أدته طوال حياتها الماضية.. هي أم أفنت كل شبابها.. وأفنت كل جهدها وطاقاتها.. لتصنع من أيتامها شيئا تسعد به الأمة.. ويسعد به الوطن.. وتسعد به الأجيال القادمة.
هي تلك المرأة التي عرفت مرارة الحرمان.. وطعنتها أسهم الجوع والبرد والحاجة والترمل.. ولم تحاول يوما أن تطرق أبواب الآخرين بحثا عن لقمة العيش.. وعن الدفء لأبنائها المعوزين.. وغذتهم بحبها وحنانها.. حتي عرفوا قيمة الحياة.. وقيمة الفرح.. وقيمة النعمة.. تلك المرأة التي فرضت علي نفسها ستارا من الزهد والتقشف.. وأخرجت كل ما لديها من حب وعطاء.. لتروي به حاجة صغارها.. ولتكون لهم أما وأبا.. في زمن لم يكن فيه للمرأة أي وجود وأي قيمة في هذه البلاد.. ورغم ذلك فقد تمكنت بقوتها.. وقوة عزيمتها.. أن تشهد صعود هؤلاء الصغار علي أكتافها وحبها.. إلي الأعلي.. حيث شهدت تخرجهم.. وتفوقهم.. وتميزهم.
هي تلك المرأة التي فوجئت في لحظة من لحظات العمر.. وهي في أوج قوتها وشبابها.. بفقد الزوج.. وفقد الابن.. وفقد الأم والأب.. لكنها حملت كل ذلك في أعماقها.. وقطعت كل الأشواك التي نمت حولها وحول صغارها.. وأحالت عالم اليتم إلي مزيد من الحب والعطاء والأخوة الدائمة.
إنها امرأة لا توجد إلا في عالم الأساطير.. وفي قصص ألف ليلة وليلة.. تلك التي حملت عباءتها.. وحملت معها كل هموم الكون.. وكل أحزان العالم.. والتفت بكل أوجاع الحزن.. وأوجاع المرض.. ولم تبال إلا بأولئك الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة.. فألبستهم كل دروع الأحلام.. وزودتهم بطاقات الصبر والإيمان.. وعلمتهم كيف يقفون أمام جدار الصعب.. وكيف يقهرون المستحيل.. وكيف يدارون قسوة الألم والفقد والحزن.
إنها تلك المرأة التي حاول الزمان أن يقهرها.. فقهرته.. وحاول الحزن أن يقضي عليها.. فأسرته.. وحاول الضياع أن يسلب منها صغارها فقضت عليه..
إنها امرأة استثنائية.. لم تولد إلا مرة واحدة.. لكنها عاشت كل الأزمان وكل الآلام.. وكل المواجع.. حتي لم يعد هناك من ألم جديد لم تعرفه.. ولم تضمه بين جنبيها.
ولأنها لم تحاول يوماً أن تقف أمام عدسات الكاميرات.. ولم تقابل أي مذيع أو صحفي ليكتب عنها وعن سيرتها.. فقد قررت أن أعرفكم بها.. وأن أنقل عنها تلك الصورة البسيطة مما قدمته وأعطته ووهبته.. لتعرفوا حقاً ما هي مواصفات الأم المثالية.. التي لا تنتظر أن تكرمها صحيفة.. أو جمعية.. أو حتي وطن.. فتكريمها نابع من سعادة أبنائها.. ووجودهم بجوارها في كل حين.. ولا تحاولوا أن تبحثوا عنها بين أرقام جينيس وفي الموسوعات العالمية.. رغم أنها تستحق الدخول فيها.. لأنها في دمنا.. وشراييننا.. وفي كل دفقة من عطائنا.. إنها أمي...