استقرت مجموعة من بني إسرائيل في أرض مصر أيام نبي الله يوسف عليه السلام بعد أن نزحت من بلاد الكنعانيين، وكان هؤلاء موحدين حنفاء على دين إبراهيم الخليل عليه السلام بخلاف الفراعنة عبدة الأصنام والأوثان ومع تقادم الزمن تكاثر بنو إسرائيل، فخشي الفراعنة من امتدادهم السياسي والديني في المجتمع المصري، فراحوا يسومونهم سوء العذاب، قال تعالى: { وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } البقرة49..
- وشاء الله وسط هذه الظروف العصيبة على بني إسرائيل أن يولد موسى عليه السلام والتي قامت والدته بإخفاء أمر ولادته، قال تعالى: { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } القصص7. فتحقق الوعد الإلهي بحفظ الله لهذا الرضيع، بل إن فرعون سمح بعد إلحاح من زوجته بالبحث عن مرضعة له حتى عثر على أم موسى لتقوم بإرضاعه.
- نشأ موسى في قصر فرعون على أيدي الكهنة ورجال الدين، ولما كبر وآتاه الله حكماً وعلماً حدث مرة أن وجد موسى مصرياً يُسخِّر رجلاً من بني إسرائيل ويرغمه على أداء عمل له، فاستعان الرجل بموسى فأغاثه موسى وضرب المصري من دون قصد فكانت القاضية على حياته وفي اليوم التالي وجد نفس الإسرائيلي يشتبك مع مصري آخر ويستنصره مرة ثانية فعنفه موسى على ذلك ووبخه من كثرة شره، فحسب الإسرائيلي أن موسى يريد قتله فبادره بالقول أتريد قتلي: كما قتلت الفرعوني بالأمس، وما كاد الفرعوني يسمع هذا الخبر حتى أسرع إلى قومه يخبرهم بالحقيقة، فأرسل فرعون في طلب موسى يريد الاقتصاص منه، ولكن رجلاً محباً لموسى سمع ما دار في قصر فرعون فأسرع إلى موسى يدعوه للهرب من بطش فرعون، فهرب من مصر إلى مدين في شمال غربي جزيرة العرب..
وفي مدين استقر موسى في بيت رجل مؤمن حيث زوج هذا الشيخ الكريم موسى بإحدى ابنتيه بعدما رأى منه الخلق الطيب والوفاء النادر، ولما طال المقام بموسى بأرض مدين عزم على العودة إلى مصر. وما إن أدرك طور سيناء حتى ضل موسى الطريق، وفي ليلة مباركة أراد الله أن يخص موسى بكرامته ونبوته وكلامه، وكان الجو بارداً فقد رأى ناراً عن بعد فطلب من أهله ألا يبرحوا مكانهم فإنه ذاهب لعله يأتيهم بقبس من النار يستضيئون به، فلما وصلها ناداه ربه { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } طه14، فكانت إيذاناً ببدء نبوة موسى كليم الله عليه السلام..
وأوتي موسى سؤله، فبعث الله معه أخاه هارون وزيراً وأمرهما بلين القول مع فرعون، ثم أمرهما بأن يقولا لفرعون إننا رسولا رب العالمين إليك، فأطلق سراح بني إسرائيل ولا تعذبهم والسلام على من اتبع الهدى..
هنا أخذ الكبرياء مأخذه في فرعون فقال لموسى: ألم نربك فينا وليداً، ثم أخذ يعد فضائله عليه، بل راح يسخر من موسى وهارون واتهمهما بالسحر، وطلب من سحرته التصدي لهما، وبعد أن جاء السحرة وألقوا بسحرهم لمباراة موسى، ألقى موسى عصاه فكان نصر الله المبين، وآمن السحرة بموسى وبما جاء به من تعاليم إلهية ولم يأبهوا لتهديدات فرعون فقالوا جميعاً { إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } طه73.
- تآمر فرعون على قتل موسى وزاد في التنكيل ببني إسرائيل، فأمرهم موسى بضبط النفس والتحلي بالصبر، إلى أن دعا موسى ربه أن يسلّط على فرعون وقومه العذاب الأليم وينزل بهم جام غضبه، قال تعالى: { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } الأعراف133.
- ولما ضاق فرعون وقومه بما حل بهم طلب من موسى أن يدعو ربه ليكشف عنهم الغمة وسيكف عن تعذيب بني إسرائيل، فدعا موسى ربه بكشف البلاء، فأزاله الله عنهم، لكن فرعون عاود تعذيب بني إسرائيل كرة ثانية، فالتف بنو إسرائيل حول موسى وطلبوا منه أن يخرجهم من مصر. فأخذ موسى قومه وسار بهم صوب أرض كنعان عن طريق سيناء، فلحق بهم فرعون وجنوده. وبعد أن عبر موسى وقومه البحر بمعجزة إلهية أراد فرعون أن يعبر البحر في أعقاب موسى ولكن الله أغرقه ومن معه أجمعين.
- لما وصل بنو إسرائيل مع نبيهم موسى إلى أرض سيناء الصحراوية أخذوا في تقديم الطلبات إلى موسى بعدما وجدوا الفرق شاسعاً بينها وبين أرض النيل الخصبة، وكان سيدنا موسى قد تلقى التوراة وفيها الشرائع السماوية، في وقت ظهر الإنحراف في قومه ولا سيّما بعد ذهابه إلى لقاء ربه، وتسلم الألواح حيث زين السامري لهم عبادة العجل، ثم طلبوا من موسى عمل صنم ليعبدوه فوبخهم على ذلك، وأراد أن يجعل لقومه مركزاً سياسياً فتوجه بهم إلى مدينة أريحا فقالوا له: { قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } المائدة24..
ولما أحجموا عن دخول الأرض المقدسة حلت بهم نقمة الله فتاهوا في الصحراء أربعين سنة، وبعد ذلك بأعوام قلائل توفي هارون ثم لحق به موسى عليهما السلام، وبعيد وفاة موسى شعر بنو إسرائي بسوء أعمالهم وسخف تصرفاتهم مع نبيهم، فنصَّبوا يوشع بن نون عليه السلام ملكاً عليهم، وهو الذي عبر بهم نهر الأردن (الشريعة) إلى أريحا حيث أقاموا فيها.
- قال تعالى: { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ } الأنبياء48-49.
- وشاء الله وسط هذه الظروف العصيبة على بني إسرائيل أن يولد موسى عليه السلام والتي قامت والدته بإخفاء أمر ولادته، قال تعالى: { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } القصص7. فتحقق الوعد الإلهي بحفظ الله لهذا الرضيع، بل إن فرعون سمح بعد إلحاح من زوجته بالبحث عن مرضعة له حتى عثر على أم موسى لتقوم بإرضاعه.
- نشأ موسى في قصر فرعون على أيدي الكهنة ورجال الدين، ولما كبر وآتاه الله حكماً وعلماً حدث مرة أن وجد موسى مصرياً يُسخِّر رجلاً من بني إسرائيل ويرغمه على أداء عمل له، فاستعان الرجل بموسى فأغاثه موسى وضرب المصري من دون قصد فكانت القاضية على حياته وفي اليوم التالي وجد نفس الإسرائيلي يشتبك مع مصري آخر ويستنصره مرة ثانية فعنفه موسى على ذلك ووبخه من كثرة شره، فحسب الإسرائيلي أن موسى يريد قتله فبادره بالقول أتريد قتلي: كما قتلت الفرعوني بالأمس، وما كاد الفرعوني يسمع هذا الخبر حتى أسرع إلى قومه يخبرهم بالحقيقة، فأرسل فرعون في طلب موسى يريد الاقتصاص منه، ولكن رجلاً محباً لموسى سمع ما دار في قصر فرعون فأسرع إلى موسى يدعوه للهرب من بطش فرعون، فهرب من مصر إلى مدين في شمال غربي جزيرة العرب..
وفي مدين استقر موسى في بيت رجل مؤمن حيث زوج هذا الشيخ الكريم موسى بإحدى ابنتيه بعدما رأى منه الخلق الطيب والوفاء النادر، ولما طال المقام بموسى بأرض مدين عزم على العودة إلى مصر. وما إن أدرك طور سيناء حتى ضل موسى الطريق، وفي ليلة مباركة أراد الله أن يخص موسى بكرامته ونبوته وكلامه، وكان الجو بارداً فقد رأى ناراً عن بعد فطلب من أهله ألا يبرحوا مكانهم فإنه ذاهب لعله يأتيهم بقبس من النار يستضيئون به، فلما وصلها ناداه ربه { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } طه14، فكانت إيذاناً ببدء نبوة موسى كليم الله عليه السلام..
وأوتي موسى سؤله، فبعث الله معه أخاه هارون وزيراً وأمرهما بلين القول مع فرعون، ثم أمرهما بأن يقولا لفرعون إننا رسولا رب العالمين إليك، فأطلق سراح بني إسرائيل ولا تعذبهم والسلام على من اتبع الهدى..
هنا أخذ الكبرياء مأخذه في فرعون فقال لموسى: ألم نربك فينا وليداً، ثم أخذ يعد فضائله عليه، بل راح يسخر من موسى وهارون واتهمهما بالسحر، وطلب من سحرته التصدي لهما، وبعد أن جاء السحرة وألقوا بسحرهم لمباراة موسى، ألقى موسى عصاه فكان نصر الله المبين، وآمن السحرة بموسى وبما جاء به من تعاليم إلهية ولم يأبهوا لتهديدات فرعون فقالوا جميعاً { إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } طه73.
- تآمر فرعون على قتل موسى وزاد في التنكيل ببني إسرائيل، فأمرهم موسى بضبط النفس والتحلي بالصبر، إلى أن دعا موسى ربه أن يسلّط على فرعون وقومه العذاب الأليم وينزل بهم جام غضبه، قال تعالى: { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } الأعراف133.
- ولما ضاق فرعون وقومه بما حل بهم طلب من موسى أن يدعو ربه ليكشف عنهم الغمة وسيكف عن تعذيب بني إسرائيل، فدعا موسى ربه بكشف البلاء، فأزاله الله عنهم، لكن فرعون عاود تعذيب بني إسرائيل كرة ثانية، فالتف بنو إسرائيل حول موسى وطلبوا منه أن يخرجهم من مصر. فأخذ موسى قومه وسار بهم صوب أرض كنعان عن طريق سيناء، فلحق بهم فرعون وجنوده. وبعد أن عبر موسى وقومه البحر بمعجزة إلهية أراد فرعون أن يعبر البحر في أعقاب موسى ولكن الله أغرقه ومن معه أجمعين.
- لما وصل بنو إسرائيل مع نبيهم موسى إلى أرض سيناء الصحراوية أخذوا في تقديم الطلبات إلى موسى بعدما وجدوا الفرق شاسعاً بينها وبين أرض النيل الخصبة، وكان سيدنا موسى قد تلقى التوراة وفيها الشرائع السماوية، في وقت ظهر الإنحراف في قومه ولا سيّما بعد ذهابه إلى لقاء ربه، وتسلم الألواح حيث زين السامري لهم عبادة العجل، ثم طلبوا من موسى عمل صنم ليعبدوه فوبخهم على ذلك، وأراد أن يجعل لقومه مركزاً سياسياً فتوجه بهم إلى مدينة أريحا فقالوا له: { قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } المائدة24..
ولما أحجموا عن دخول الأرض المقدسة حلت بهم نقمة الله فتاهوا في الصحراء أربعين سنة، وبعد ذلك بأعوام قلائل توفي هارون ثم لحق به موسى عليهما السلام، وبعيد وفاة موسى شعر بنو إسرائي بسوء أعمالهم وسخف تصرفاتهم مع نبيهم، فنصَّبوا يوشع بن نون عليه السلام ملكاً عليهم، وهو الذي عبر بهم نهر الأردن (الشريعة) إلى أريحا حيث أقاموا فيها.
- قال تعالى: { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ } الأنبياء48-49.
نسب موسى وهارون عليهما السلام.
عدل سابقا من قبل merna2002 في الإثنين 29 يونيو - 19:30 عدل 1 مرات