( قصة )
فتى عابث .. يسير في الدنيا دون هدف !! برغم من صغر سنه إلا أنه يحمل على عاتقة هم كبير رسم بصمة على وجهه المصفر ... خطوط متشتتة و كلمات مبعثرة على كراسته وكلها صنيعة يده ... أخذ يضيف المزيد من الأعمال الفنية على كراسته العلمية ... قدمه التي لا تكف عن التلويح يمنه و يسره تدل على اهتمامه المصطنع بالمادة البغيضة ( كما يسميها ).. نظر إلى الدكتور الذي لا يكف عن التحدث ببطء والذي قد حشا مفرداته بأجود أنواع الملل ... همس الفتى
- لما لا تكف عن الثرثرة ؟؟ ألا تعلم أن الصمت من ذهب
زفر زفرة مسموعة و أكمل كلامه داخل نفسه .
- كان الله في عون أهلك , أنا لم أتحمل و جودك ساعة و نصف فقط فكيف سيتحملون هم وجودك معهم طوال الوقت !!..
عاد ذاكرته إلى الوراء ليس كثيرا " فقط بالأمس " عندما كان عائدا من شقة أصحابه حين حدث أمر نكت جرحا قديم في قلبه الدامي .. كان يسير في أحد الأحياء القديمة ذات الشوارع الضيقة و المباني الصغيرة و الأنوار الخافتة ... توقفت سيارة في الشارع الذي كان فيه و نزل منها صبي عمرة تقريبا " 7 " سنوات.. بينما لاذت السيارة بالفرار .. كان الصبي يبكي ..و كانت وجنتيه حمراوين و ملابسة ممزقه .. توجه الصغير إلى برميل نفايات و جلس بالقرب منه .. أحتضن قدميه ودفن رأسه في جسده المنهك ... و أرتفع صوت شهقاته توجه نحو الصبي وصرخ فيه :
- ماذا فعلوا لك ؟؟
نظرت الصبي الخائفة و زفرات الحارةٌ و همهماته أكدت ما توقعه فهد ... الصبي قد تعرض لتحرش جنسي .. صرخة أخرى خرجت من قلب فهد :
- لما ؟؟ لما سمحت لهم !! لما لم تمنعهم ؟؟
لمعة دمعه حزينة في عين فهد ... فالصورة التي مرة على الصبي مرت على فهد أثناء صغره ... و بصمة اليد المطبوعة على خده الغض طبعت ذاتها على خد فهد ... ذكرى أليمه .. وقلب مثخن بالجراح .. و دمعات ساخنة .. شهقات مؤلمه .. و أنفاس مكتومة .. و عرض منتهك ... كل هذا في قلب صغير لم يكن يعرف سوى الحلوى و الكعك ..أي قلوب تلك التي تسمح لأصاحبها بأن يغتالوا البراءة ؟؟إنها أحجار و أن كانت من لحم ... أنها أحجار رغم الدماء التي تسكنها .. أنها أحجار و إن عارض كل البشر ..إنها أحجار تلقي بثقلها على أكتاف الصغار ... أي دنيا تلك التي لم ترحم صغر الصبي و ضعفه بل رمته في بحر الألم و ترسمت جروح على قلبه الغض ... إنهم لا يفهمون تلك الأمور ولكنهم حتما يشعرون بألمها !!!
( قصة )
سأتكلم عن قصتي المؤلمة التي عايشتها لعلها تكون عبرة وعظة لغيري وأتمنى التنبه لكل جوانب القصة:
هي طفلة من أقرب الناس لي لطيفة و وودودة محبوبة من الجميع وكذلك هي أحب مخلوق لي على الأرض بعد النبي صلى الله عليه وسلم كانت تغلبها سمة الهدوء تحبني وتثق بي ثقة مطلقة تحب أن تتطلع لوجهي دائما بصمت كانت تبلغ من العمر الخامسة تقريبا غالبا ما أطلب من والديها أن تنام عندنا لحبي لها ..
في نهاية الأسبوع تأتي إحدى شقيقاتي ولديها ابن ذو السابعة تقريبا ... طبعا كعادة جميع العوائل نجتمع نحن النساء ويحلو تبادل الحديث والسواليف والأطفال ( يلعـــبون ) ومع مر الأيام انتابني الوجل هذه الطفلة دائما ما تأخذ بيد الطفل وتصعد إلى الدور العلوي للعب وبعدما ينتهون ينزلون والتوجس والاضطراب يكاد يقتلهما لم أكن أفهم ما سبب هذه التعابير على وجهيهما ؟؟
تمر الأيام تلو الأيام مع ملاحظاتي الشديدة على هذه الطفلة تحب اللعب مع الأولاد تنتقي ولدا وسيما وتلازمه عندما يقترب منها الأولاد أو يصطدمون بها لا تبدي تذمرا ولأنني من بيئة صارمة لا استطيع إبداء ملاحظاتي خوفا عليها وكذلك لأني صغيرة نسبيا فلا أجد تفسيرا لكل ما أراه سوى أنني معقدة ونشأت على عادات وتقاليد محافظة ولله الحمد والمنة فمجرد الوقوف بجوار ولد يعد جريمة فكيف باللعب معه ...
لاحظت ولعها الشديد بلعبة ( دكتــــور ) يعني هي المريضة أو هي الطبيب لم ترق لي هذه اللعبة مطلقا ولكن.........
مرت الأيام إلى أن وصلت الطفلة إلى الصف الخامس وكنت أدرسها إحدى المواد في البيت وكانت بجواري جريدة وعليها إعلان لمستشفى وبه صورة جنين فكانت تنظر إلى الصورة وتبتسم أنا لم أفهم لأني غير متزوجة ولكني وجدت في نفسي ضيقا شديدا من ابتسامتها فسألتها عن سبب تلك الابتسامة فأجابت إجابة زلزلت كياني أعتذر عن كتابتها لأنها تخدش الحياء
ومن هول ما أصابني لا أدري هل أبكي أم أصرخ لأنادي أمي أو أقتلها بيدي من تلك الإجابة ولكـــــن كيف بعد أن عرفت القصة المؤلمة التي مازالت آلامها تتداعى في جنباتي بعد مرور أربع سنوات على معرفتي بها فقط !!
فتى عابث .. يسير في الدنيا دون هدف !! برغم من صغر سنه إلا أنه يحمل على عاتقة هم كبير رسم بصمة على وجهه المصفر ... خطوط متشتتة و كلمات مبعثرة على كراسته وكلها صنيعة يده ... أخذ يضيف المزيد من الأعمال الفنية على كراسته العلمية ... قدمه التي لا تكف عن التلويح يمنه و يسره تدل على اهتمامه المصطنع بالمادة البغيضة ( كما يسميها ).. نظر إلى الدكتور الذي لا يكف عن التحدث ببطء والذي قد حشا مفرداته بأجود أنواع الملل ... همس الفتى
- لما لا تكف عن الثرثرة ؟؟ ألا تعلم أن الصمت من ذهب
زفر زفرة مسموعة و أكمل كلامه داخل نفسه .
- كان الله في عون أهلك , أنا لم أتحمل و جودك ساعة و نصف فقط فكيف سيتحملون هم وجودك معهم طوال الوقت !!..
عاد ذاكرته إلى الوراء ليس كثيرا " فقط بالأمس " عندما كان عائدا من شقة أصحابه حين حدث أمر نكت جرحا قديم في قلبه الدامي .. كان يسير في أحد الأحياء القديمة ذات الشوارع الضيقة و المباني الصغيرة و الأنوار الخافتة ... توقفت سيارة في الشارع الذي كان فيه و نزل منها صبي عمرة تقريبا " 7 " سنوات.. بينما لاذت السيارة بالفرار .. كان الصبي يبكي ..و كانت وجنتيه حمراوين و ملابسة ممزقه .. توجه الصغير إلى برميل نفايات و جلس بالقرب منه .. أحتضن قدميه ودفن رأسه في جسده المنهك ... و أرتفع صوت شهقاته توجه نحو الصبي وصرخ فيه :
- ماذا فعلوا لك ؟؟
نظرت الصبي الخائفة و زفرات الحارةٌ و همهماته أكدت ما توقعه فهد ... الصبي قد تعرض لتحرش جنسي .. صرخة أخرى خرجت من قلب فهد :
- لما ؟؟ لما سمحت لهم !! لما لم تمنعهم ؟؟
لمعة دمعه حزينة في عين فهد ... فالصورة التي مرة على الصبي مرت على فهد أثناء صغره ... و بصمة اليد المطبوعة على خده الغض طبعت ذاتها على خد فهد ... ذكرى أليمه .. وقلب مثخن بالجراح .. و دمعات ساخنة .. شهقات مؤلمه .. و أنفاس مكتومة .. و عرض منتهك ... كل هذا في قلب صغير لم يكن يعرف سوى الحلوى و الكعك ..أي قلوب تلك التي تسمح لأصاحبها بأن يغتالوا البراءة ؟؟إنها أحجار و أن كانت من لحم ... أنها أحجار رغم الدماء التي تسكنها .. أنها أحجار و إن عارض كل البشر ..إنها أحجار تلقي بثقلها على أكتاف الصغار ... أي دنيا تلك التي لم ترحم صغر الصبي و ضعفه بل رمته في بحر الألم و ترسمت جروح على قلبه الغض ... إنهم لا يفهمون تلك الأمور ولكنهم حتما يشعرون بألمها !!!
( قصة )
سأتكلم عن قصتي المؤلمة التي عايشتها لعلها تكون عبرة وعظة لغيري وأتمنى التنبه لكل جوانب القصة:
هي طفلة من أقرب الناس لي لطيفة و وودودة محبوبة من الجميع وكذلك هي أحب مخلوق لي على الأرض بعد النبي صلى الله عليه وسلم كانت تغلبها سمة الهدوء تحبني وتثق بي ثقة مطلقة تحب أن تتطلع لوجهي دائما بصمت كانت تبلغ من العمر الخامسة تقريبا غالبا ما أطلب من والديها أن تنام عندنا لحبي لها ..
في نهاية الأسبوع تأتي إحدى شقيقاتي ولديها ابن ذو السابعة تقريبا ... طبعا كعادة جميع العوائل نجتمع نحن النساء ويحلو تبادل الحديث والسواليف والأطفال ( يلعـــبون ) ومع مر الأيام انتابني الوجل هذه الطفلة دائما ما تأخذ بيد الطفل وتصعد إلى الدور العلوي للعب وبعدما ينتهون ينزلون والتوجس والاضطراب يكاد يقتلهما لم أكن أفهم ما سبب هذه التعابير على وجهيهما ؟؟
تمر الأيام تلو الأيام مع ملاحظاتي الشديدة على هذه الطفلة تحب اللعب مع الأولاد تنتقي ولدا وسيما وتلازمه عندما يقترب منها الأولاد أو يصطدمون بها لا تبدي تذمرا ولأنني من بيئة صارمة لا استطيع إبداء ملاحظاتي خوفا عليها وكذلك لأني صغيرة نسبيا فلا أجد تفسيرا لكل ما أراه سوى أنني معقدة ونشأت على عادات وتقاليد محافظة ولله الحمد والمنة فمجرد الوقوف بجوار ولد يعد جريمة فكيف باللعب معه ...
لاحظت ولعها الشديد بلعبة ( دكتــــور ) يعني هي المريضة أو هي الطبيب لم ترق لي هذه اللعبة مطلقا ولكن.........
مرت الأيام إلى أن وصلت الطفلة إلى الصف الخامس وكنت أدرسها إحدى المواد في البيت وكانت بجواري جريدة وعليها إعلان لمستشفى وبه صورة جنين فكانت تنظر إلى الصورة وتبتسم أنا لم أفهم لأني غير متزوجة ولكني وجدت في نفسي ضيقا شديدا من ابتسامتها فسألتها عن سبب تلك الابتسامة فأجابت إجابة زلزلت كياني أعتذر عن كتابتها لأنها تخدش الحياء
ومن هول ما أصابني لا أدري هل أبكي أم أصرخ لأنادي أمي أو أقتلها بيدي من تلك الإجابة ولكـــــن كيف بعد أن عرفت القصة المؤلمة التي مازالت آلامها تتداعى في جنباتي بعد مرور أربع سنوات على معرفتي بها فقط !!